للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويقال: إن النبى كان يقول: من رجل يحملنى إلى قومه فيمنعنى حتى أبلّغ رسالات ربى؛ فإن قريشا قد منعونى أن أبلّغ رسالات ربى؟

ويقال: كان يقول: من يؤوينى وينصرنى حتى أبلّغ رسالات ربى وله الجنة؟

هذا وعمه اللعين أبو لهب وراءه يقول للناس: لا تطيعوه ولا تستمعوا منه فإنه صابئ كذّاب. ويقال: فيقول: يا أيها الناس إن هذا يأمركم أن تتركوا دين آبائكم، لا تسمعوا من هذا الكذاب.

فيردّون على النبى أقبح الرّدّ ويؤذونه، ويقولون أسرتك وعشيرتك أعلم بك (١) حيث لم يتبعوك، ويكلمونه ويحادثونه، ويدعوهم إلى الله ﷿ ويقول: اللهم لو شئت لم يكونوا هكذا.

وكان النبى لا يسمع بقادم من العرب له اسم وشرف إلا دعاه، وعرض عليه ما عنده، فلا يجد ناصرا ولا مجيبا، بل يردّون عليه أنجس ردّ.

وكان أحياء العرب يتحامونه لما يسمعون من قريش فيه أنه كاذب. أنه ساحر. أنه كاهن/، أنه شاعر؛ أكاذيب يصفونه بها حسدا من عند أنفسهم وبغيا، ليصغى إليهم من لا تمييز له من أحياء العرب. أما الألباء (٢) فإنهم إذا سمعوا كلامه وتفهّموه شهدوا


(١) الإمتاع ١:٣١، وسبل الهدى والرشاد ٢:٥٩٣، وتاريخ الخميس ١: ٢٨٨،٣٠٦.
(٢) كذا فى هـ، والإمتاع ١:٣١. وفى ت، م «الأولياء».