للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

محمد وعلي اختفوا. وكان مولانا الشريف أرسل كتابا إلى الجمال محمد بن الشهاب أحمد البونى بأن يرسل إلى الريس ويسأله عن سبب فعله. فأرسل إليه بعد صلاة الظهر من يومه الأربعاء وسأله فقال:

والله خفت على نفسي، فإن ابن العليف صهرى، وأنا متزوج أخته، وهو خال ولدى ورأيت في الليل بسوق الليل أقواما متبعين لي فعلمت أنهم يريدونني أنا وولدى، فخفنا أن ننزل للتذكير، فقال له الجمال البوني: ألست أنت وولدك أذّنتما العشاء وصليتما ودخلتما إلى بيتكما؟ فهل أحد جاءكما أو تعرض لكما (١)؟ وأيضا خرجتما من بيتكما طلوع الشمس، فهل تعرض لكما أحد؟ هذا كلام (٢) ما يخلصك. وإنما أردتما الإشلاء على الشريف، وأنت تعرف محبة الشريف لك ولوالدك. فقال: الحق أقول، والله القاضي الشافعي، والقاضي المالكي أرسلا لي وقالا لي: ينبغي أن تساعد صهرك.

فقلت لهما: مالي قدرة. فقالا لي: انزل أنت وولدك في هذه الليلة للتذكير والسلام والأذان والتخفيف والتكبير في صلاة الصبح. حتى إذا تكلم الناس أخبرتهم بالقضية فيعرفون أنك مظلوم. فقلت لهما:

ما أقدر أفعل. فقالا: أفعل وعلينا الدرك، ففعلت ذلك. فعند ذلك أرسل الجمال البونى إلى الشيخ نور الدين ابن الشيخة ولفخر الدين أبي بكر السلح (٣) ولجامعه ولكاتبه عمر بن فهد (٤)، فجئنا


(١) هذا اللفظ سقط في «ت».
(٢) كذا في «ت» وفى «م» «الكلام».
(٣) كذا في الأصول، وهذا اللفظ لم يرد في ترجمته ولعل الصواب ما جاء في ترجمته وهو أبو بكر بن أبي السعود. وأنظر ترجمته ضمن وفيات سنة ٨٨٥ هـ وفي الضوء اللامع ٩١:١١ برقم ٢٣٩.
(٤) أى مؤلف هذا الكتاب.