للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن ظهيرة. فلما وصل إلى مكة تحقق الأخبار مفصلة، فخرج يريد الغرماء ومعه الهيضمى، فوجد ابن العليف في المسعى عند الميل فمسكه وتوجه به إلى دار ابن قنيد، فبينما هما في أثناء الطريق عند باب البغلة - أحد أبواب المسجد الحرام - وجد سراج الدين عمر بن أبي السعود بن ظهيرة، فقال الهيضمي، وهذا أيضا من غرمائي، فالتفت إليه مفتاح وقال للعبيد أمسكوه. فهرب منهم ساعيا، وخلع نعليه عند خياطين باب البغلة، وكان قاضي المالكية نور الدين على بن أبي اليمن النويرى (١) جالسا هناك ودخل إلى المسجد الحرام، ولم يقف إلا عند الحجر الأسود، ومع ذلك لو أرادوا مسكه ما فاتهم، وإنما راعوه لابن عمه قاضي القضاة برهان الدين، لأن مفتاحا لما أن وصل اجتمع بالقاضي برهان الدين وأخبره بما جاء له، فقال له القاضي برهان الدين: لا يتعرض لأحد من الناس إلا لغريمكم فقط. فلما أن وصل عمر إلى الحجر الأسود التفت فلم ير أحدا يتبعه فمشى (٢) على هيئته بجانب البيت الشريف إلى أن خرج من حاشية المطاف بقرب مقام المالكية، وجاء إلى درس خاله قاضي القضاة محي الدين عبد القادر بن أبي العباس، وقعد إلى جانب أخيه قطب الدين أبي الخير بن أبي السعود، وأخبره بالقضية فتكلم أخوه بعض كلام، ثم أن أخاهما أبا بكر علم بالقضية - وكان في منزله ببيت زوجته بالمدرسة المجاهدية - فجاء إلى درس خاله ورمى عمامته وتكلم بكلام كثير من جملته: إن البلد خراب ما تسكن. فلما أن علم بهذه القضية إدريس وأخوه الفضل ابنا عبد القوى وعماها


(١) سترد ترجمته ضمن وفيات سنة ٨٨٢ هـ.
(٢) في الأصول «مشى».