تزوّج فى بنى زهرة. فرجع فتزوّج هالة بنت وهب (١)، وزوّج ابنه عبد الله أبا رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلم آمنة بنت وهب، فرجح عبد الله على عبد المطلب.
وكان عبد المطلب قد نذر حين لقى من قريش ما لقى: لئن ولد له عشرة نفر ثم عاشوا حتى يمنعوه لينحرنّ أحدهم لله ﷿ عند الكعبة. فلمّا تمّوا عشرة، وهم: الحارث، والزّبير، وحجل، وضرار، والمقوّم، والعبّاس، وأبو لهب، وحمزة، وأبو طالب، وعبد الله؛ وعلم أنّهم سيمنعونه جمعهم ثم أخبرهم بنذره الذى نذر، ودعاهم إلى الوفاء لله تعالى بذلك، فأطاعوا له، وقالوا: كيف نصنع؟ قال: يأخذ كلّ رجل منكم قدحا فيكتب فيه اسمه ثم أتونى به. ففعلوا، ثم أتوه، فدخل على هبل-وكان أعظم أصنامهم-وقال لقيّم الصّنم: اضرب بقداح هؤلاء، وكان عبد الله بن عبد المطلب-أبو النبىّ صلى الله تعالى عليه وسلم-أصغر ولد أبيه، وكان أحبّ ولد عبد المطلب إليه، وكان عبد المطلب عند الكعبة يدعو الله تعالى لا يخرج القدح على عبد الله. ثم ضرب صاحب القداح فخرج القدح على عبد الله، فأخذه عبد المطلب بيده وأخذ الشّفرة، ثم أقبل به إلى إساف ونائلة؛ الوثنين اللّذين تنحر قريش عندهما ذبائحهم. ليذبحه بها، فقام إليه قريش من أنديتها وقالوا: ما تريد أن تصنع يا عبد المطلب؟! قال: أذبحه-
(١) كذا فى الأصول. وفى تاريخ الطبرى ٢:١٧٦، والبداية والنهاية ٢: ٢٥١، وسبل الهدى والرشاد ١:٣٨٩ «هالة بنت أهيب بن عبد مناف بن زهرة».