ويقال إن العباس بن عبد المطلب اجترّه من تحت رجل أبيه حتى خدش وجه عبد الله خدشا لم يزل فى وجهه حتى مات-فقالت قريش وبنوه: والله لا تذبحه أبدا ونحن أحياء حتى تعذر فيه، ولئن فعلت هذا لا يزال الرجل (١) منّا يأتى بابنه (١) حتى يذبحه، فما بقاء الناس على ذلك! وقال المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم-وكان عبد الله بن عبد المطلب ابن أخت القوم-: والله لا تذبحه أبدا حتى تعذر فيه، فإن كان فداء فديناه بأموالنا. فقالت له قريش وبنوه: لا تفعل، وانطلق إلى الحجاز فإن به عرّافة يقال لها سجاح، لها تابع فسلها، ثم أنت على رأس أمرك. فقال: نعم. فانطلقوا حتى جاءوها وهى-فيما يزعمون-بخيبر، فسألوها فقالت: ارجعوا عنّى اليوم حتى يأتينى تابعى فأسأله. فخرج عبد المطلب يدعوا لله تعالى، ثم غدوا عليها فقالت: نعم قد جاءنى تابعى بالخبر؛ فكم الدّية فيكم؟ فقالوا: عشرة من الإبل-وكانت كذلك-قالت:
فارجعوا إلى بلادكم فقدّموا صاحبكم وقدّموا عشرا من الإبل، ثم اضربوا عليه وعليها بالقداح، فإن خرجت القداح على صاحبكم فزيدوا من الإبل حتى يرضى ربّكم، فإذا خرجت القداح على الإبل فقد رضى ربّكم فانحروها ونجا صاحبكم. فخرجوا حتى قدموا مكّة، فلما أجمعوا على ذلك من الأمر قام عبد المطلب يدعو الله تعالى، ثم
(١) فى الأصول «لا يزال رجل منا يأتى ابنه» والمثبت من سيرة النبى لابن هشام ١:٩٩، والكامل لابن الأثير ٢:٣.