للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

﴿يَكُ كاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَ إِنْ يَكُ صادِقاً يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذّابٌ﴾ (١) رافعا صوته بذلك، وعيناه تسفحان حتى أرسلوه (٢).

واجتمع مشركو قريش فى الحجر فقالوا: إذا مرّ محمد علينا ضربه كل واحد منا ضربة، فسمعت ذلك فاطمة فذكرت ذلك لأبيها، فقال لها: يا بنيّتى اسكتى. ثم خرج فدخل عليهم المسجد، فرفعوا إليه رءوسهم ثم نكّسوا، فأخذ قبضة من تراب فرمى بها نحوهم ثم قال: شاهت الوجوه (٣).

ويقال: اجتمعوا مرّة فى الحجر فتعاهدوا باللات والعزّى، ومناة الثالثة الأخرى، ونائلة وإساف: لو قد رأينا محمدا قمنا إليه قيام رجل واحد فلم نفارقه حتى نقتله. فأقبلت ابنته فاطمة تبكى حتى دخلت على أبيها رسول الله فقالت: هؤلاء الملأ من قريش من قومك فى الحجر قد تعاهدوا عليك أن لو قد رأوك قاموا إليك فقتلوك، فليس منهم رجل إلا وقد عرف نصيبه من ديتك. فقال:

يا بنيّة لا تبكى: أرينى وضوءا. فتوضّأ ثم دخل عليهم المسجد، فلما رأوه قالوا: هوذا. وأخفضوا أبصارهم، وسقطت رقابهم فى صدورهم، وعقروا فى مجالسهم، فلم يرفعوا إليه أبصارهم، ولم يقم منهم رجل، فأقبل رسول الله حتى قام على رءوسهم، فأخذ


(١) سورة غافر آية ٢٨.
(٢) وانظر المراجع السابقة، وتفسير ابن كثير ٧:١٣٠.
(٣) دلائل النبوة ٢:٥٣.