للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

برهان الدين إبراهيم بن ظهيرة بالحطيم، ولبس نائب جدة خلعة وتفرقوا، ولم يقرأ مرسوم وسببه - فيما يقال - إن في المرسوم أن يؤخذ للسلطان نصف العدني (١)، وأن يحمل الجمال البوني إلى القاهرة بسبب أنه فك ختما كان عمله نائب جدة على مال شخص مات وماله للدولة، وكان لخبر جاء بذلك قبل هذا فراجع الشريف السلطان في نصف العدني فلم يفد بل أمر بضبطه، ثم راجع نائب جدة السلطان في ذلك مع هذا القاصد فجاء الخبر بالأخذ فأخذه. وأما الجمال البوني فإنه صالح عن نفسه بألف دينار للسلطان ومائة دينار لنائب جدة ولابن شرف ببعض شيء (٢).

وفيها - في يوم الاثنين سابع جمادى الآخرة - توجه نائب جدة قراجا ومعه الخواجا محمد بن قاوان إلى القاهرة فلما كانوا قرب خليص خرج عليهم عرب زبيد وهم ملبسون بعد أن أرسلوا [إلى] (٣) الأمير في عادتهم عليه فامتنع، فلما أن رآهم خرج هو وجماعته لمقاتلتهم فقتل منهم وقتلوا منه، وقيل إنهم لم يريدوا به سوءا وإنما أرادوا إخافته حتى يعطيهم معلومهم فلما رأى ابن قاوان ذلك خاف أن يتفاقم الأمر فأعطاهم عادتهم من عنده ولم يهن على الأمير إعطاؤهم ذلك فيما يقال.


(١) المقصود بنصف العدني نصف عشور التجارة الواردة من طريق عدن.
(٢) غاية المرام، والدر الكمين، ودرر الفرائد المنظمة ٣٣٨.
(٣) سقط في الأصول والمثبت يقتضيه السياق.