للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال أبو جهل بن هشام لقريش: إن محمدا يزعم أنكم إن لم تطيعوه كان بكم منه ذبح. فقال رسول الله : أنا أقول ذلك، وأنت من ذلك الذبح (١).

وكانت أم جميل امرأة أبى لهب تحمل الشوك فتطرحه على طريق النبى ليعقره وأصحابه (٢).

وتواصى نفر من بنى مخزوم منهم: أبو جهل/، والوليد بن المغيرة ليقتلوا النبىّ ، فبينما هو قائم يصلى فلما سمعوا قراءته أرسلوا الوليد ليقتله، فانطلق حتى أتى المكان الذى كان النبى يصلّى فيه، فجعل يسمع قراءته ولا يراه، فانصرف إليهم فأعلمهم ذلك، فأتاه من بعده أبو جهل والوليد ونفر منهم، فلما انتهوا إلى المكان الذى هو يصلى فيه سمعوا قراءته، فيذهبون إلى الصوت من خلفهم فينتهون إليه فيسمعونه أيضا من خلفهم، فانصرفوا ولم يجدوا إليه سبيلا؛ فذلك قوله ﴿وَ جَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا﴾ (٣) إلى آخر الآية.

وقالت قريش للنبى : لا نؤمن لك حتى تحوّل لنا الصفا ذهبا، فإن تحوّل لنا الصفا ذهبا آمنا بك. فأتاه جبريل فقال:

يا محمد إن ربك يقرئك السلام، ويقول لك إن شئت يصبح لهم


(١) وبمعناه فى سيرة النبى لابن هشام ٢:٣٣٣.
(٢) سيرة النبى لابن هشام ١:٢٣٧، والسيرة الحلبية ١:٤٦٧.
(٣) سورة يس آية ٩. وانظر الخصائص الكبرى ١:٣١٩.