للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويقال: فقالوا: سحر القمر-وقيل: فقالوا هذا سحر سحركم به ابن أبى كبشة، فانظروا السّفّار يأتوكم، فإن أخبروكم أنهم رأوا مثل ما رأيتم فقد صدق، وإن كانوا لم يروا ما رأيتم فهو سحر سحركم به؛ فإن محمدا لا يستطيع أن يسحر الناس كلّهم. فما قدم عليهم أحد من وجه من الوجوه إلاّ أخبرهم أنهم رأوا مثل ما رأوا، ونزلت ﴿اِقْتَرَبَتِ السّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ﴾ (١)

ويقال: انتهى أهل مكة إلى النبىّ فقالوا: هل من آية نعرف بها أنك رسول الله؟ فهبط جبريل فقال: يا محمد قل لأهل مكة أن يحتفلوا هذه الليلة فسيرون آية إن أسعفوا بها. فأخبرهم رسول الله مقالة جبريل، فخرجوا ليلة أربع عشرة فانشقّ القمر نصفين، نصفا على الصّفا، ونصفا على المروة، فنظروا ثم قالوا بأبصارهم فمسحوها، ثم أعادوا النظر فنظروا، ثم مسحوا أعينهم، ثم نظروا فقالوا: يا محمد ما هذا إلاّ سحر ذاهب. فأنزل الله ﷿ ﴿اِقْتَرَبَتِ السّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ﴾

وقال المشركون للنبى : أتضلل آباءك وأجدادك يا محمد؟! فأنزل الله ﷿ ﴿قُلْ أَ فَغَيْرَ اللهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجاهِلُونَ﴾ إلى قوله ﴿وَ كُنْ مِنَ الشّاكِرِينَ﴾ (٢)


(١) سورة القمر آية ١. وانظر دلائل النبوة ٢:٤٠ - ٤٥، والوفا بأحوال المصطفى ١:٢٧٢،٢٧٣، وعيون الأثر ١:١١٤، وتفسير ابن كثير ٧:٤٤٦ - ٤٥٠، والخصائص الكبرى ١:٣١٢ - ٣١٤، وشرح المواهب ٥:١٠٦ - ١١٣، وتاريخ الخميس ١:٢٩٩.
(٢) سورة الزمر الآيات ٦٤ - ٦٦.