للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقلت والله ما أراه إلا أن يراد بى، ثم مررت بهاتف الضمار (١) وهو يهتف من جوفه فقال:-/

ترك الضمار وكان يعبد وحده … قبل (٢) الصلاة مع النبى محمد

إن الذى ورث النبوة والهدى … بعد ابن مريم من قريش مهتدى

سيقول من عبد الضمار ومثله … ليت الضمار ومثله لم يعبد

فاصبر أبا حفص فإنك لا مرؤ … يأتيك عزّ غير عزّ بنى عدى

لا تعجلنّ فأنت ناصر دينه … حقا يقينا باللسان وباليد

وتظهر دين الله أن كنت مسلما … وتسطح بالسيف الصقيل المهند

جماجم قوم لا يزال حلومها … عكوفا على أصنامها بالمربد (٣)

قال عمر: فو الله لقد علمت أنه أرادنى، فجئت حتى دخلت على أختى وإذا خبّاب بن الأرتّ عندها وزوجها سعيد بن زيد، فلما رأونى ومعى السيف أنكروا، فقلت لهم: لا بأس عليكم، فدخلت، فقال خبّاب: يا عمر ويحك أسلم. فدعوت بالماء فأسبغت الوضوء، وسألتهم عن محمد. فقالوا: فى دار الأرقم بن أبى الأرقم.

فأتيتهم فضربت عليهم الباب فخرج حمزة بن عبد المطلب، فلما رآنى والسيف صاح بى-وكان الرجل هيوبا-فصمتّ (٤)، فخرج إلىّ رسول الله ، فلما رآنى ورأى ما فى وجهى عرف فقال:


(١) فى الأصول «الضماد». والمثبت عن المراجع السابقة.
(٢) فى الأصول والخصائص الكبرى ١:٣٣١ «بعد الصلاة». والمثبت عن عيون الأثر ١:٧٧، وسبل الهدى والرشاد ٢:٤٩٤، وشرح المواهب ١:٢٧٦.
(٣) فى الأصول «بالمهتد». ولعل الصواب ما اثبتناه.
(٤) كذا فى ت، هـ. وفى م «فصحت به».