للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أستجيب لى فيك يا عمر، أسلم. فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله. فسرّ رسول الله بذلك والمسلمون، فكنت رابع أربعين رجلا ممن أسلم، ونزلت على النبى ﴿يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ وَ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ (١) فقلت يا نبى الله اخرج فو الله لا يغلبنا المشركون أبدا. فخرجنا وكبّرنا حتى طاف النبىّ ، ورجعت معه، فلم أزل أقاتل واحدا واحدا حتى أظهر الله الدين.

الثانى: قا ابن عباس: سألت عمر بن الخطاب: لأى شئ سمّيت الفاروق؟ قال: لما أسلم حمزة قبلى بثلاثة أيام فإذا فلان بن فلان المخزومى فقلت له: أرغبت عن دين آبائك واتّبعت دين محمد؟! قال: إن فعلت فقد فعل من هو أعظم عليك حقا منى.

قلت: من هو؟ قال: أختك وختنك. فانطلقت فوجدت الباب مغلقا وسمعت همهمة (٢)، ففتح الباب فدخلت، فقلت: ما هذا الذى أسمع منكم؟ قالوا: ما سمعت شيئا. فما زال الكلام بينى وبينهم حتى أخذت برأس ختنى فضربته ضربة وأدميته، فقامت إلىّ أختى فأخذت برأسى (٣) فقالت: قد كان ذلك على رغم أنفك.

فاستحييت حين رأيت الدم فجلست وقلت: أرونى هذا الكتاب.


(١) سورة الأنفال آية ٦٤.
(٢) الهمهمة-يقال همهم الرجل إذا تكلم كلاما خفيا يسمع ولا يفهم محصوله، ويقال همهم الرعد إذا سمع له دوى. (المعجم الوسيط)
(٣) فى الأصول «برأسها». والمثبت عن تاريخ الخلفاء ١١٣، وشرح المواهب ١:٢٧٤.