للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويقال إن ضمّادا كان يرقى من الريح، فسمع سفهاء من سفهاء أهل مكة يقولون: إن محمدا مجنون. فقال: لو أنى رأيت هذا الرجل لعلّ الله أن يشفيه على يدىّ. فلقيه فقال: يا محمد، إنى أرقى من هذه الرّيح، وإن الله يشفى على يدىّ من شاء، فهل لك … ؟ فقال رسول الله : إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره ونؤمن به، ونتوكل عليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله. أما بعد. فقال: أعد علىّ كلماتك هؤلاء. فأعادهن عليه رسول الله ثلاث مرّات، فقال: والله لقد سمعت قول الكهنة، وقول السّحرة، وقول الشعراء؛ فما سمعت مثل كلماتك هؤلاء، والله لقد بلغن قاموس (١) البحر، فهات يدك أبايعك على الإسلام، فبايعه رسول الله وقال له: وعلى قومك؟ فقال:

وعلى قومى (٢).

***


(١) قاموس البحر: أبعد موضع فيه غورا. (هامش السير النبوية لابن كثير ١:٤٥٣)
(٢) دلائل النبوة ٢:١٠،١١، والوفا بأحوال المصطفى ١:٢٠٠، والسيرة النبوية لابن كثير ١:٤٥٣، والخصائص الكبرى ١:٣٣٤.