للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الدّم الدم والهدم الهدم، أنتم منى وأنا منكم، أحارب من حاربتم وأسالم من سالمتم. فقال العباس-وهو آخذ بيد رسول الله :

اخفوا جرسكم-يعنى الصوت الخفى-فإن علينا عيونا، وقدّموا ذوى أسنانكم فيكونون هم الذين يلون كلامنا منكم، فإنا نخاف قومكم عليكم، ثم إذا بايعتم فتفرقوا إلى رحالكم (١).

فقال البراء: أبسط يدك يا رسول الله نبايعك. فقال رسول الله : أخرجوا لى منكم اثنى عشر نقيبا يكونون على قومهم بما فيهم؛ فإنّ موسى أخذ من بنى إسرائيل اثنى عشر نقيبا، فلا يجدن أحد منكم فى نفسه أن يؤخذ غيره؛ فإنما يختار جبريل-فأخرجوا تسعة من الخزرج وثلاثة من الأوس، فنقّبهم عليهم، فكان نقيب بنى النجار أسعد بن زرارة، ونقيب بنى سلمة البراء بن معرور، وعبد الله بن عمرو بن حرام، ونقيب بنى ساعدة سعد بن عبادة والمنذر بن عمرو، ونقيب بنى زريق رافع بن مالك بن العجلان، ونقيب بنى الحارث بن الخزرج عبد الله بن رواحة وسعد بن الربيع، ونقيب القوافل بنى عوف بن الخزرج عبادة بن الصامت-وفى الأوس من بنى عبد الأشهل أسيد بن حضير وأبو الهيثم بن التّيهان، وقيل عوض أبى الهيثم: رفاعة بن عبد المنذر-وكان نقيب بنى عمرو بن عوف سعد بن خيثمة.

وقال النبى للنقباء: أنتم كفلاء على قومكم بما فيهم كفلا (٢) ككفالة الحواريين لعيسى بن مريم، وأنا كفيل على قومى.


(١) وفى طبقات ابن سعد ١:٢٢٢ «محالكم».
(٢) لم يرد هذا اللفظ فى طبقات ابن سعد ١:٢٢٣.