للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال أسعد بن زرارة: نعم. فأخذ البراء بن معرور يد رسول الله فضرب عليها، فكان أوّل من بايع-وقيل: أول من بايع أبو أمامة أسعد بن زرارة، ويقال: أبو الهيثم بن التّيهان؛ فبنو النجار يزعمون أن أسعد بن زرارة أوّل من ضرب على يده، وبنو عبد الأشهل يقولون: بل الهيثم بن التّيهان (١).

ثم تتابع الناس وضرب جميعهم على يده، وبايعوه على أن يمنعوه مما يمنعون منه أنفسهم ونساءهم وأبناءهم، وعلى حرب الأسود والأحمر، وأن يرحل هو وأصحابه إليهم. فكانت أوّل آية أنزلت فى الإذن بالقتال ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا﴾ (٢) الآية، ويقال ﴿إِنَّ اللهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ﴾ (٣)

ويروى: لما اجتمع الأنصار لبيعة النبىّ قال العباس بن عبادة (٤) بن نضلة أخو بنى سالم (٤): يا معشر الخزرج، هل تدرون علام تبايعون رسول الله ؟ إنكم تبايعونه على حرب الأحمر والأسود من الآن (٥)، فإن كنتم ترون أنكم إذا نهكت أموالكم مصيبة وأشرافكم قتلا أسلمتموه، فمن الآن فهو والله إن فعلتم خزى


(١) سيرة النبى لابن هشام ٢:٣٠٦، والاكتفا ١:٤٢٣، وتاريخ الخميس ١: ٣١٨،٣١٩.
(٢) سورة الحج آية ٣٩.
(٣) سورة التوبة آية ١١١.
(٤) سقط فى ت.
(٥) كذا فى الأصول. وفى السيرة النبوية لابن كثير ٢:٢٠١، والسيرة الحلبية ٢:١٧٧ «من الناس».