للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جسيم، وما كان قومى ليتقوّلوا (١) علىّ مثل هذا، وما علمته، لو كنت بيثرب ما فعل هذا قومى حتى يؤامرونى. فانصرفوا عنه وتفرّق الناس من منى.

ورحل البراء بن معرور، وتقدم إلى بطن يأجج (٢)، وتلاحق به أصحابه من المسلمين (٣).

وفتشت قريش عن الخبر والبيعة فوجدوه حقا، فانطلقوا فى طلب القوم؛ فأدركوا سعد بن عبادة بأذاخر (٤)، والمنذر بن عمرو-وكانا من النقباء-فأما المنذر فأعجز القوم. وأما سعد فأخذوه وشدوا يديه إلى عنقه بنسع (٥) رحله، وجعلوا يضربونه ويجذبونه بجمته-


(١) كذا فى الأصول. وفى سيرة النبى لابن هشام ٢:٣٠٧، ودلائل النبوة ٢:١٨٧، وسبل الهدى والرشاد ٣:٢٨٥ «ليتفوتوا». وفى السيرة النبوية لابن كثير ٢:٢٠٥ «ليتفرقوا». وفى طبقات ابن سعد ١:٢٢٣: والسيرة الحلبية ٢: ١٧٩ «ليفتاتوا».
(٢) يأجج: مكان كان على ثمانية أميال من مكة، ومكان آخر بنى عنده مسجد الشجرة بينه وبين مسجد التنعيم ميلان. (ياقوت. معجم البلدان) وفى معالم مكة للبلادى ٣٢٥ واد من أودية مكة يمر شمال عمرة التنعيم فيصب فى مر الظهران عند دف خزاعة بينه وبين المقوع، وتسميه عامة أهل مكة وادى بئر مقيت؛ لبئر هناك. وبه بساتين ضعيفة. وكان من منازل ابن الزبير ، وبطرفه من الشمال قتل خبيب بن عدى أحد أسرى يوم الرجيع.
(٣) طبقات ابن سعد ١:٢٢٣.
(٤) فى الأصول «بالحاجر». والمثبت عن سيرة النبى لابن هشام ٢: ٣٠٨، والسيرة النبوية لابن كثير ٢:٢٠٦، وسبل الهدى والرشاد ٣:٢٨٦. وأذاخر: هو الجبل الذى يشرف على الأبطح من الشمال يتصل بالحجون من الشرق ولا زالت هناك ثنية تعرف منذ القدم بثنية أذاخر. ومن ثنية أذاخر دخل النبى يوم فتح مكة (معالم مكة للبلادى ٢٢،٢٣)
(٥) النسع: السير المضفور من الأديم على هيئة أعنة البغال. (سبل الهدى والرشاد ٣:٢٩١)