للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكانت أسماء بنت أبى بكر أتتهما بسفرة ونسيت أن تجعل لها عصاما، فلما ارتحلا ذهبت لتعلق السّفرة فإذا ليس فيها عصام، فقالت لأبيها: لا أجد شيئا أربطه إلاّ نطاقى. قال: فشقّيه باثنين، فعلقت السفرة بواحدة وانتطقت بالأخرى؛ لذلك قيل لها ذات النّطاقين (١).

وانطلق النبى وأبو بكر، وأردف أبو بكر مولاه عامر بن فهيرة خلفه ليخدمهما فى الطريق، وحمل أبو بكر معه جميع ماله- وهو ستة آلاف درهم-وسار عبد الله بن أريقط أمامهما على راحلته يهديهما الطريق، فجاز بهما أسفل مكة، ومضى بهما على الساحل حتى عارض الطريق أسفل من عسفان (٢)، ثم سلك بهما على أسفل أمج (٣)، ثم استجاز بهما حتى عارض الطريق بعد أن أجاز قديدا (٤). قال أبو بكر: دلجنا من مكة ليلا فأحيينا (٥)


(١) وفى شرح المواهب ١:٣٢٨ «النطاق: ما يشد به الوسط، وقيل هو إزار فيه تكة، وقيل ثوب تلبسه المرأة ثم تشد وسطها بحبل ثم ترسل الأعلى على الأسفل … وسميت ذات النطاقين لأنها كانت تجعل نطاقا على نطاق، وقيل كان لها نطاقان تلبس أحدهما وتحمل فى الآخر الزاد. قال الحافظ ابن حجر: والمحفوظ أنها شقت نطاقها نصفين فشدت بأحدهما الزاد واقتصرت على الآخر: فمن ثم قيل لها ذات النطاق وذات النطاقين؛ بالإفراد والتثنية بهذين الاعتبارين. وعند ابن سعد-فى حديث الباب-شقت نطاقها فأوكت بقطعة منه الجراب، وشدت فم القربة بالباقى فسميت ذات النطاقين». وانظر سبل الهدى والرشاد ٣:٣٣٧،٣٣٨، والسيرة الحلبية ٢:٢٠٢.
(٢) عسفان: بلدة على ثمانين كيلو مترا شمالى مكة على طريق المدينة، يلتقى فيها واديان فيها آبار عذبة قديمة وانظر (معالم مكة للبلادى ١٨٨،١٨٩)
(٣) أمج: بعد خليص بجهة مكة بميلين، وبعده بميل وادى الأزرق، ويعرف بعران، وأمج لخزاعة، وبه نحو عشرين بئرا يزرع عليها. (وفاء الوفا ٢:٢٤٩).
(٤) قديد: قرية بين مكة والمدينة كثيرة المياة. (وفاء الوفا).
(٥) كذا فى الأصول، ودلائل النبوة ٢:٢٢٥، وسبل الهدى والرشاد ٣: ٣٤٥. وفى الوفا بأحوال المصطفى ١:٢٣٩ وتاريخ الخميس ١:٣٣١ «فأحثثنا».