للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الوجه، لم تعبه ثجلة (١) ولم تزر به صعلة (٢)، وسيم قسيم فى عينيه دعج، وفى أشفاره وطف (٣) وفى صوته صحل (٤)، أحور أكحل، أزجّ (٥) أقرن (٦)، شديد سواد الشعر، فى عنقه سطع (٧)، وفى لحيته كثافة، إذا صمت فعليه الوقار، وإذا تكلم سما وعلاه البهاء، حلو المنطق، فصل لا نزر ولا هذر، كأن منطقه خرزات نظم يتحدّرن، أبهى الناس وأجمله من بعيد، وأحلاه وأحسنه من قريب، ربعة لا تشنؤه (٨) من طول، ولا تقتحمه (٩) عين من قصر، غصن بين غصنين؛ فهو أنضر الثلاثة منظرا، وأحسنهم قدرا، له رفقاء يحفّون به، إذا قال استمعوا لقوله، وإن أمر تبادروا إلى أمره، محفود (١٠) محشود (١١)، لا عابس ولا مفند (١٢). فقال: هذا هو والله صاحب


(١) الثجلة: عظم البطن. (السيرة الحلبية ٢:٢٢٧)
(٢) الصعلة: صغر الرأس. (المرجع السابق)
(٣) الوطف: طول فى الأهداب. (سبل الهدى والرشاد ٣:٣٧١).
(٤) الصحل: بحة فى الصوت تجعله غير حاد. (سبل الهدى والرشاد ٣:٣٧٢)
(٥) الأزج: دقيق الحاجبين مقوسهما. (المعجم الوسيط)
(٦) الأقرن: أى مقرون الحاجبين-والمشهور فى وصف حاجبى النبى ما فى حديث هند بن أبى هالة: أزج الحواجب سوابغ من غير قرن. قال ابن الأثير: وهو الصحيح وقال غيره إنه المشهور. (شرح المواهب ١:٣٤١،٣٤٢)
(٧) السطع: أى النور. (السيرة الحلبية ٢:٢٢٧)
(٨) لا تشنؤه: أى لا تبغضه لفرط طوله. (المرجع السابق)
(٩) لا تقتحمه عين: أى لا تتجاوزه إلى غيره اختيارا له. (المرجع السابق ٢:٢٢٨)
(١٠) المحفود: الذى يخدمه أصحابه ويعظمونه ويسرعون فى طاعته. (النهاية فى غريب الحديث)
(١١) المحشود: أى له حشد وجماعة. (تاريخ الخميس ١:٣٣٤)
(١٢) لا مفند: لا يكثر اللوم على من وقع منه ذنب. (المرجع السابق)