للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قد منع منى وأنه ظاهر، فناديت القوم: أنا سراقة بن جعشم، أنظرونى أكلمكم، فو الله لا آذيتكم ولا يأتيكم منى شئ تكرهونه.

فقال رسول الله لأبى بكر: قل له: وما تبتغى منا؟ فقال لى ذلك أبو بكر. قلت: تكتب لى كتابا يكون آية بينى وبينك. قال:

أكتب له يا أبا بكر. فكتب لى كتابا فى عظم-أو فى خرقة-ثم ألقاه إلىّ فأخذته فجعلته فى كنانتى، ثم رجعت فسكتّ فلم أذكر شيئا مما كان (*).

ويروى قال سراقة: جاءنا رسل كفّار قريش يجعلون فى رسول الله وفى أبى بكر دية كلّ واحد منهما لمن قتله أو أسره، فبينا، أنا جالس فى مجلس من مجالس قومى بنى مدلج إذ أقبل رجل منهم (١) حتى وقف علينا ونحن جلوس فقال: يا سراقة إنى قد رأيت آنفا أسودة بالساحل أراها محمدا وأصحابه. قال سراقة فعرفت أنهم هم، فقلت له: إنهم ليسوا بهم، ولكنك رأيت فلانا وفلانا انطلقا بأعيننا، ثم قلّ ما لبست فى المجلس ساعة حتى قمت فدخلت بيتى، فأمرت جاريتى أن تخرج بفرسى فتهبطها من وراء أكمة فتحبسها علىّ، وأخذت رمحى: وخرجت به من ظهر البيت، فخططت بزجّه الأرض، وخفضت أعاليه، حتى أتيت فرسى فركبتها


= *) من أول خبر سراقة إلى هنا ورد فى م قبل خبر مرور النبى وأبى بكر بعبد الله بن مسعود .
(١) فى ت «منا». والمثبت عن م ودلائل النبوة ٢:٢١٨، والسيرة الحلبية ٢: ٢١٦، وشرح المواهب ١:٣٤٧.