للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الله وأشهد أن محمدا رسول الله. فأسلم بريدة وأسلم من كان معه جميعا-وكانوا نحو ثمانين بيتا-فصلى رسول الله العشاء الآخرة، فصلّوا خلفه، فلما أصبح قال بريدة للنبى : لا تدخل المدينة إلا ومعك لواء. فحل [بريدة] (١) عمامته ثم شدّها فى رمح ثم مشى بين يديه، فقال: يا نبى الله تنزل علىّ (٢). قال النبى : إنّ ناقتى هذه مأمورة.

ولما أن مضت ثلاث ليال-وأعمى الله على قريش خبر النبى وصاحبه فلم يدروا أين توجّها-أصبح صوت بمكة عاليا بين السماء والأرض، يسمعونه ولا يدرون من يقوله، أقبل من أسفل مكة، يتغنى بأبيات من شعر غناء العرب، وإن الناس ليتبعونه يسمعون صوته ولا يرونه، حتى خرج بأعلا مكة وهو يقول/:-

جزى الله ربّ الناس خير جزائه … رفيقين قالا خيمتى أم معبد

هما نزلا بالبرّ وارتحلا به … فأفلح من أمسى رفيق محمد

فيالقصىّ ما زوى الله عنكم … به من فعال لا تجازى وسؤدد

ليهن بنى كعب مكان فتاتهم … ومقعدها للمؤمنين بمرصد

سلوا أختكم عن شاتها وإنائها … فإنكم إن تسألوا الشاة تشهد

دعاها بشاة حائل فتحلّبت … له بصريح ضرّة الشاة مزبد

فغادرها رهنا لديها لحالب … تدرّ لها فى مصدر (٣) ثم مورد


(١) إضافة عن السيرة الحلبية ٢:٢٣١.
(٢) كذا فى ت، والوفا بأحوال المصطفى ١:٢٤٧. وفى م وتاريخ الخميس ١: ٣٣٥ «تنزل على من» وفى السيرة الحلبية ٢:٢٣١ «تنزل علام».
(٣) كذا فى م. وفى ت «مقعد». وانظر الوفا بأحوال المصطفى ١:٢٤٤، والسيرة النبوية لابن كثير ٢:٢٦٢، والخصائص الكبرى ١:٤٦٧،٤٦٨، وسبل الهدى والرشاد ٣:٣٤٩، وتاريخ الخميس ١:٣٣٤، وشرح المواهب ١:٣٤٣. مع اختلاف يسير فى بعض الألفاظ.