للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

﴿مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللهِ وَ رَسُولِهِ﴾ (١) الآية. فلما رأى ذلك من كان بمكة ممّن يطيق الخروج خرجوا، فبدر فى طلبهم أبو سفيان فى جماعة من المشركين فردّوهم وسجنوهم، فافتتن منه أناس.

وأقام علىّ بعد النبى بمكة ثلاث ليال، أدّى بها الودائع التى كانت عند النبى ، وقضى ديونه، ثم لحق بالنبى ، وكان يمشى الليل ويكمن النهار حتى قدم المدينة، فأدرك النبى بقباء (٢).

ولما وصل النبىّ إلى المدينة بعث زيد بن حارثة وأبا رافع إلى مكّة ليقدما عليه ببناته؛ فاطمة، وأم كلثوم، وزينب، وزوجته سودة بنت زمعة وابنها، ومولاه أسامة بن زيد، وأمّه حاضنة النبى أمّ أيمن بركة، وبعث معهما ببعيرين وخمسمائة درهم-أخذها من أبى بكر-يشتريان بها ما يحتاجان إليه. وبعث أبو بكر معهما عبد الله ابن الأريقط الدّيلى ببعيرين أو ثلاثة، وكتب إلى عبد الله بن أبى بكر أن يحمل أهله، أمّ رومان، وعائشة، وأسماء. فاشترى زيد بالخمسمائة ثلاثة أبعرة بقديد، وقدم مكة فإذا طلحة بن عبيد الله يريد الهجرة، فقدما المدينة على رسول الله بابنتيه فاطمة وأم كلثوم، وزوجته سودة، وأسامة بن زيد وأمّه أم أيمن-وحبس أبو العاص بن


(١) سورة النساء آية ١٠٠.
(٢) سيرة النبى لابن هشام ٢:٣٤٢، والإمتاع ١:٤٨، والسيرة الحلبية ٢: ٢٣٣، وشرح المواهب ١:٣٥٢.