للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الناس، ويكفّ بعضهم عن بعض، على أنه من أتى رسول (١) الله من قريش (٢) بغير إذن وليّه ردّه عليهم، ومن أتى قريشا ممن مع رسول (١) الله--لم يردّوه عليه، وأن بيننا عيبة مكفوفة (٣)، وأنه لا إسلال ولا إغلال (٤)، وكان فى شرطهم حين كتبوا الكتاب: أنه من أحبّ أن يدخل فى عقد محمد وعهده دخل فيه، ومن أحب أن يدخل فى عقد قريش وعهدهم دخل فيه، فتواثبت خزاعة فقالوا: نحن فى عقد رسول الله وعهده، وتواثبت بنو بكر فقالوا: نحن فى عقد قريش وعهدهم، وأن يرجع عنا عامنا هذا فلا يدخل علينا مكة، وأنه إذا كان عام قابل خرجنا عنها فتدخلها بأصحابك، وأقمت بها ثلاثا، معك سلاح الراكب، لا تدخلها بغير السيوف (٥) فى القرب.

فبينا رسول الله يكتب الكتاب إذ جاء أبو جندل بن سهيل بن عمرو فى الحديد-قد أثقله-إلى رسول الله . وقد كان رسول الله وأصحابه خرجوا وهم لا يشكّون فى الفتح،


(١) كذا فى الأصول وفى المراجع السابقة «محمدا».
(٢) فى الأصول «من أصحابه» والمثبت عن سيرة النبى لابن هشام ٣:٧٨٢، وعيون الأثر ٢:١١٩، والسيرة النبوية لابن كثير ٣:٣٢١. وفى مغازى الواقدى ٢: ٦١١، وطبقات ابن سعد ٢:٩٧، والوفا بأحوال المصطفى ٢:٦٩٨ «منهم».
(٣) عيبة مكفوفة: صدور منطوية على ما فيها لا تبدى عداوة، وقيل صدور نقية من الغل والخداع منطوية على الوفاء بالصلح. (السيرة الحلبية ٢:٧٠٩).
(٤) لا إسلال ولا إغلال: لا سرقة ولا خيانة. (المرجع السابق)
(٥) فى الأصول «السيف» والمثبت عن سيرة النبى لابن هشام ٣:٧٨٢، والسيرة النبوية لابن كثير ٣:٣٢١، والإمتاع ١:٢٩٨.