للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولما علا النبى ثنيّة كداء نظر إلى البارقة على الجبال فقال: ما هذا، وقد نهيت عن القتال؟! فقال المهاجرون: نظن أن خالدا قوتل وبدئ بالقتال، فلم يكن له بدّ من القتال، ولم يكن ليعصى أمرك أو (١) يخالفك.

ووقف على الحجون ثم قال: والله إنك لخير أرض الله، وإنك أحب أرض الله [إلى الله] (٢)، ولو لم أخرج منك ما خرجت، إنها لم تحل لأحد كان قبلى، (٣) ولا تحل لأحد كائن بعدى (٣)، وإنما أحلت لى ساعة من نهار، ثم هى من ساعتى هذه حرام [لا يعضد شجرها، ولا يحتشّ خلاها، ولا تلتقط ضالتها إلا لمنشد. فقال رجل يقال له أبو شاة: يا رسول الله] (٢) إلا الإذخر فإنه لبيوتنا وقبورنا. فقال رسول الله : إلا الإذخر.

وهبط النبى من الثنيّة وذقنه على رحله متخشعا متواضعا، وكان النبى لما نزل بذى طوى ورأى ما أكرمه الله به من الفتح جعل يتواضع لله ﷿ حتى أن كاد عثنونه (٤) أن يصيب واسطة الرحل، وأجاز على الحجون وهو مردف أسامة ابن زيد-ويقال ابن ابنته زينب علىّ بن أبى العاص بن الربيع بن عبد


(١) فى الأصول «ولا يخالفك».
(٢) إضافة عن أخبار مكة للأزرقى ٢:١٥٦.
(٣) فى الأصول «ولم تحل لأحد كان بعدى» والمثبت عن المرجع السابق.
(٤) العثنون: اللحية، أو ما فضل منها بعد العارضين، أو ما نبت على الذقن وتحته سفلا. (تاريخ الخميس ٢:٨٢، وشرح المواهب ٢:٣٢٠)