للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تنكّلوا عن بطن مكة إنها … كانت قديما لا يرام حريمها

لم تخلق الشّعرى ليالى حرّمت … إذ لا عزيز من الأنام يرومها

سائل أمير الجيش عنها ما رأى … ولسوف يبنى (١) الجاهلين عليمها (١)

ستون ألفا لم يئوبوا أرضهم … بل لم يعش بعد الإياب سقيمها

كانت بها عاد وجرهم قبلهم … والله من فوق العباد يقيمها (٢)

فكانت الحجارة لم تعد عسكرهم. ولما رأى قوم أبرهة ذلك خرجوا هاربين يبتدرون الطريق التى جاءوا منها؛ يسألون عن نفيل بن حبيب ليدلهم على الطريق إلى اليمن.

وقال نفيل بن حبيب حين رأى ما أنزل الله بهم من نقمته وولى أبرهة مدبرا:-

أين المفر والإله الطالب … والأشرم المغلوب ليس الغالب (٣)

وقال نفيل أيضا حين و لّوا وعاينوا ما نزل بهم:-

ألا حيّيت عنا يا ردينا … نعمناكم مع الإصباح عينا

[أتانا قابس منكم عشاء … فلم يقدر لقابسكم لدينا] (٤)

ردينة لو رأيت ولن تريه … لدى جنب المحصّب ما رأينا

إذا لعذرتنى وحمدت أمرى … ولم تأسى على ما فات بينا


(١) بياض فى ت.
(٢) وانظر الشعر فى سيرة النبى لابن هشام ١:٣٨، والسيرة النبوية لابن كثير ١:٣٩.
(٣) سبل الهدى والرشاد ١:٢٥٧، وتاريخ الخميس ١:١٩٠، وأخبار مكة للأزرقى ١:١٤٧ وفيها « … والأشرم المغلوب غير الغالب»
(٤) إضافة عن سيرة النبى لابن هشام ١:٣٥، وتاريخ الخميس ١:١٩١.