للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مر بقومه فاجتمع معه أربعمائة فهدم ذا الكفين، وجعل يحشو النار فى وجهه ويحرقه ويقول:

يا ذا الكفّين لست من عبّادكا … ميلادنا أقدم من ميلادكا

إنى حشوت (١) النار فى فؤادكا

وسار النبى وجعل خالد بن الوليد على مقدمته، فسلك على نخلة اليمانية (٢)، ومرّ فى طريقه بقبر فقال: هذا قبر أبى رغال، وهو أبو ثقيف وكان من قوم ثمود، فلما أهلك الله قومه بما أهلكهم به منعه بمكان من الحرم، فلما خرج أصابته النقمة التى أصابت قومه بهذا المكان، فمات فدفن به، وآية ذلك أنه دفن معه غصن من ذهب إن نبشتم عنه أصبتموه. فابتدره الناس فاستخرجوا منه الغصن (٣). ثم مرّ على قرن (٤)، ثم على المليح (٥)، ثم على بحرة الرّغاء (٦) من ليّة، فابتنى فيها مسجدا وصلّى فيه، وأمر بحصن


(١) فى الأصول «حشيث» والتصويب عن الأصنام ٣٧، وشرح المواهب ٣: ٢٨.
(٢) نخلة اليمانية: واد يصب فيه يدعان، ويقال يصب فيه جميع مياه هداة الطائف عن طريق تضاع والشرقة والكفؤ، وبنخلة هذه عينا الزيمة وسولا، وهما عينان جاريتان، ويسلكها طريق الطائف من مكة. (معجم البلدان لياقوت، ومعالم مكة التاريخية للبلادى)
(٣) السيرة النبوية لابن كثير ٣:٦٥٥، والخصائص ٢:٩٩، وشرح المواهب ٣:٢٩.
(٤) قرن: يطلق على جزء من وادى الغدير بين المحرمين محرم طريق كرا ومحرم السيل الكبير. (معالم مكة التاريخية للبلادى.)
(٥) المليح: أحد وديان الطائف (معجم البلدان لياقوت. ومراصد الاطلاع)
(٦) بحرة الرغاء: موضع فى لية من ديار بنى نصر. (معجم ما استعجم)