للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حصيات مثل حصى الخذف (١)، التقطها له عبد الله بن عباس (٢) من موقفه الذى رمى فيه-ويقال التقطها من مزدلفة-وهو على راحلته فكبر مع كل حصاة، وقطع التلبية-وهو لا ضرب ولا طرد ولا إليك إليك (٣) -وكان بلال وأسامة أحدهما ممسك بخطام ناقته والآخر مظلله بثوبه من الحر.

وأنزل النبى المهاجرين والأنصار منازلهم، وأمر بالتبليغ، ثم انصرف النبى إلى المنحر، فنحر ثلاثا وستين بدنة بيده، ثم أعطى عليا فنحر ما غبر (٤) منها مما كان أتى به معه من اليمن وما ساقه معه من المدينة، وكانت تمام مائة بدنة، فيها جمل لأبى جهل فى أنفه برة فضة (٥)، ثم أمر النبى من كل بدنة ببضعة، فجعلت فى قدر، فأكلا (٦) من لحمها وشربا من مرقها، ثم حلق رأسه فأعطى أبا طلحة نصفه، وفرق النصف الثانى على الناس: الشعرة والشعرتين، وأخذ من شاربه وعارضيه، وقلم أظفاره، وأمر بشعره وأظفاره أن


(١) الخذف: أى الحصى الصغار التى يرمى بها، وأصل الخذف رمى الحصاة بطرفى الإبهام والسبابة. (لسان العرب)
(٢) فى الأصول «ابن عتاب» والمثبت عن عيون الأثر ٢:٢٧٧، والسيرة الحلبية ٣:٣٢٧. وفى شرح المواهب «التقطها له الفضل بن العباس».
(٣) أى لا يضرب عنده أحد، ولا يزجر بالطرد، ولا يقال له إليك إليك؛ كما يفعل عند المتكبرين. (شرح المواهب ٨:١٩٤)
(٤) أى ما بقى من البدن. (المرجع السابق)
(٥) وسبق أن أورد المؤلف جمل أبى جهل ضمن هدى النبى فى صلح الحديبية.
(٦) أى رسول الله وعلى بن أبى طالب .