للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كثير؛ إن صدقتك من مالك صدقة، وإن نفقتك على عيالك صدقة، وإن يأكل أحد أهلك من مالك صدقة، إنك أن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكفّفون الناس، وإنك لن تنفق نفقة تبتغى بها وجه الله إلا أجرت فيها حتى تجعل اللقمة فى فى امرأتك. قال سعد: أخلّف بعد أصحابى. فقال: إنك لن تخلّف فتعمل عملا صالحا إلا ازددت به رفعة ودرجة، ولعلك تخلف حتى ينتفع بك أقوام ويضرّ بك آخرون، اللهم امض لأصحابى هجرتهم، ولا تردهم على أعقابهم، لكن البائس سعد بن خولة-يرثى له رسول الله أن مات بمكة-وخلف معه رجلا وقال: إن مات بمكة فلا تدفنه بها-يكره أن يموت الرجل فى الأرض التى هاجر منها (١).

ويقال إن النبى قدم مكة عام الفتح، فخلّف سعدا مريضا حين خرج إلى حنين، فلما قدم من الجعرانة معتمرا دخل عليه النبى وهو وجع مغلوب-القصة-وكلا الروايتين وردت الأولى فى الصحيحين والثانية فى الترمذى (٢)

ولما نزل النبى بالمحصّب دعا عبد الرحمن بن أبى بكر الصدّيق فقال: اخرج بأختك عائشة من الحرم فلتهلّ بعمرة ثم


(١) فتح البارى ٣:١٦٤ كتاب الجنائز، وصحيح مسلم (فؤاد عبد الباقى) ٣:١٢٥٠ كتاب الوصية، وطبقات ابن سعد ٣:١٤٥، ومغازى الواقدى ٣:١١١٥، ١١١٦، والرياض النضرة ٢:٤٠٢، والإمتاع ١:٥٣٣.
(٢) صحيح الترمذى ٤:٤٣٠ باب ما جاء فى الوصية بالثلث.