للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ناحية اليمن، وهى من مكة على ستّ ليال، وهى آخر سوق خربت من أسواق الجاهلية، وكان والى مكة يستعمل عليها رجلا يخرج معه بجند فيقيمون بها ثلاثة أيّام من أوّل رجب متوالية، حتى قتلت الأزد واليا [كان] (١) من غنىّ بعثه داود بن عيسى بن موسى فى سنة سبع وتسعين ومائة، فأشار فقهاء مكة على داود بن عيسى بتخريبها فخربها وتركت.

وكانت الإفاضة بالحج فى الجاهلية إلى صوفة؛ وصوفة رجل يقال له أخزم بن العاص بن عمرو بن مازن بن الأسد، وكان أخزم قد تصدق بابن له على الكعبة يخدمها، فجعل إليه حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو بن ربيعة بن حارثة بن عمرو بن عامر الخزاعى الإفاضة بالناس على المواقف، وحبشية يومئذ يلى حجابة الكعبة، وأهل (٢) مكة يصطفون على الموقف (٢) فيقول [حبشية: أجيزى صوفة. فيقول] (٣) الصوفى: أجيزوا أيها الناس فيجوزون.

ويقال أن امرأة من جرهم تزوّجها أخزم بن العاص بن عمرو ابن مازن بن الأسد، وكانت عاقرا فنذرت إن ولدت غلاما أن تتصدق به على الكعبة عبدا لها يخدمها ويقوم عليها، فولدت من أخزم الغوث، فتصدقت به عليها، وكان يخدمها فى الدهر الأول مع أخواله من


(١) إضافة عن المرجع السابق ١:١٩٢.
(٢) كذا فى ت. وفى م، وأخبار مكة للأزرقى ١:١٨٦، وشفاء الغرام ٢: ٣٦ «وأمر مكة يصطف الناس على الموقف.»
(٣) إضافة عن المرجعين السابقين.