للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكانت هذه الأسواق: عكاظ ومجنة وذو المجاز قائمة فى الإسلام، حتى كان حديثا من الدهر. فأما عكاظ فإنها تركت عام خرجت الحروريّة (١) بمكة مع أبى حمزة المختار بن عوف الأزدى الإباضى فى سنة تسع وعشرين ومائة؛ خاف الناس أن ينهبوا، وخافوا الفتنة فتركت حتى الآن. ثم تركت مجنة وذو المجاز بعد ذلك، واستغنوا بالأسواق بمكة ومنى وعرفة (٢).

وكان للناس سوق آخر لم يكن فى مواسم الحج ولا فى أشهره، وإنما كان فى رجب، وهو سوق حباشة (٣)، سوق للأزد، وهى فى ديار الأوصام (٤) من بارق (٥) من صدر قنونا (٦) وحلي (٧) من


(١) أخبار مكة للأزرقى ١:١٨٨،١٨٩. والحرورية طائفة من الخوارج تنسب إلى حروراء قرب الكوفة، لأنه كان بها أول اجتماعهم وتحكيمهم حين خالفوا عليا ، وكان عندهم تشدد فى الدين حتى مرقوا منه. وانظر معجم البلدان لياقوت، والمعجم الوسيط.
(٢) أخبار مكة للأزرقى ١:١٩٠.
(٣) حباشة: سوق للعرب فى الجاهلية بتهامة، وقد مر ذكره والتعليق عليه فى أخبار تجارة النبى للسيدة خديجة .
(٤) الأوصام: قربة باليمن، ذكرها الزبيدى باسم الوصم. (هامش الأزرقى ١: ١٩١).
(٥) بارق: واد من أعظم الأودية اتساعا كثير الخيرات كثير القرى، ويسمى وادى شرف بين محايل والقنفذة فى تهامة عسير. (المرجع السابق، وانظر معجم البلدان لياقوت)
(٦) قنونا: واد يمتد من جبال خثعم إلى القنفذة أيضا ويعد من أودية تهامة عسير الكبيرة. (المرجع السابق ومعجم البلدان لياقون.)
(٧) حلى: واد ينتهى إلى مرفأ حلى على ساحل البحر الأحمر، ويبدأ من التقاء وادى ثية مع وادى عوص أمام محايل. (هامش أخبار مكة للأزرقى ١:١٩١.)