للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعشرين ذراعا فى السماء، وهى سبعة وعشرون مدماكا، وعرض جدارها ذراعان، وجعل فيها ثلاث دعائم فى صفّ واحد، وكانت قريش فى الجاهلية جعلت فيها ستّ دعائم فى صفّين. وأرسل ابن الزبير إلى صنعاء فأتى من رخام بها، يقال له البلق، فجعله فى الروازن التى فى سقفها للضوء. وبناها بالرصاص المذوب المخلوط بالورس، وكان باب الكعبة قبل بناء ابن الزبير مصراعا واحدا، فجعل لها ابن الزبير مصراعين طولهما أحد عشر ذراعا من الأرض إلى منتهى أعلاهما اليوم (١)، وجعل الباب الآخر الذى فى ظهرها بإزائه على الشاذروان الذى على الأساس مثله، وجعل لها درجة فى بطنها فى الركن الشامى من خشب معرجة يصعد فيها إلى ظهرها، وجعل فى سطحها ميزابا يسكب فى الحجر. فلما فرغ ابن الزبير من بناء الكعبة خلّق جوفها بالعنبر والمسك، ولطخ جدرها بالمسك من خارج من أعلاها إلى أسفلها، وسترها بالديباج وقيل بالقباطى، وبقيت من الحجارة بقية فرش بها حول البيت-كما يدور البيت-نحوا من عشرة أذرع. وكان فراغ ابن الزبير من عمارة البيت فى سابع عشرى رجب (٢). وقال:

من كانت لى عليه طاعة فليعتمر من التنعيم؛ شكر الله ﷿، ومن قدر أن ينحر بدنة فليفعل، ومن لم يقدر على بدنة فليذبح شاة، فمن لم يقدر فليتصدق بقدر طوله (٣).


(١) فى الأصول «أعلاها» والمثبت عن أخبار مكة للأزرقى ١:٢٠٩.
(٢) فى الأصول «عشر» والمثبت عن الجامع اللطيف ٩١، وأخبار الكرام ١١٢.
(٣) أخبار مكة للأزرقى ١:٢١٠، والجامع اللطيف ٩١، وأخبار الكرام ١١٢.