للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على الغنم ينتظرون القتل والتحريق بالنار فى آناء الليل وتارات النهار، ولست أبا إسحاق إن لم أنصرهم نصرا مؤزرا، وإن لم أسرّب الخيل إليهم فى إثر الخيل، كالسيل يتلوه السيل، حتى يحل بابن الكاهلية الويل-يعنى بابن الكاهلية ابن الزبير؛ وذلك لأن أم خويلد أبى العوام زهرة بنت عمرو من بنى كاهل بن أسد-فبكى الناس وقالوا: سرّحنا إليه وعجّل. فوجه أبا عبد الله الجدلىّ فى سبعين راكبا من أهل القوة والنجدة، ووجه ظبيان بن عمارة أخا بنى تميم ومعه أربعمائة، وبعث معه لابن الحنفية أربعمائة ألف درهم، وسيّر أبا المعتمر فى مائة، وهانئ بن قيس فى مائة، وعمير بن طارق فى أربعين، ويونس بن عمران فى أربعين، وكتب إلى محمد بن على مع الطّفيل بن عامر، ومحمد بن قيس بتوجيه الجند إليه. وخرج الناس بعضهم (١) فى أثر بعض وجاء أبو عبد الله الجدلى حتى نزل ذات عرق فى سبعين راكبا، فأقام بها حتى أتاه عمير ويونس فى ثمانين راكبا، فبلغوا مائة وخمسين رجلا، فسار بهم حتى دخلوا المسجد الحرام ومعهم الكافر كوبات (٢) وهم ينادون: يا لثارات الحسين. حتى انتهوا إلى زمزم. وقد أعد ابن الزبير الحطب ليحرقهم، وكان قد بقى من الأجل يومان، فطردوا الحرس، وكسروا أعواد زمزم ودخلوا على ابن الحنفية فقالوا: خلّ


(١) فى الأصول «أثرهم فى أثر بعض» والمثبت عن تاريخ الطبرى ٧:١٣٦.
(٢) كذا فى المرجع السابق. وفى ت «الكافومات». وفى م «الكافر كومات». وفى الكامل لابن الأثير ٤:١٠٥ «ومعهم الرايات».