للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بيننا وبين عبد الله بن الزبير. فقال لهم: إنى لا أستحل القتال فى حرم الله. فقال ابن الزبير: وا عجبا لهذه الخشبية؛ ينعون حسينا كأنى أنا قتلته، والله لو قدرت على قتلته لقتلتهم-وإنما قيل لهم خشبية لأنهم وصلوا إلى مكة وبأيديهم الخشب كراهية إشهار السيوف فى الحرم، وقيل لأنهم أخذوا الحطب الذى أعدّه ابن الزبير-وقال ابن الزبير:

أتحسبون أنى أخلى سبيلهم دون أن يبايع ويبايعوا؟ فقال أبو عبد الله الجدلى (١): إى وربّ الكعبة (٢) والمقام، وربّ الحل والحرام لتخلينّ سبيله أو لنجالدنك بأسيافنا جلادا يرتاب منه المبطلون. فقال ابن الزبير له: والله [ما هؤلاء] (٣) إلا أكلة رأس [والله] (٣) لو أذنت لأصحابى ما مضت ساعة حتى تقطف رءوسهم. فقال لهم قيس بن مالك: أما والله أنى لأرجو إن رمت ذلك أن يوصل (٤) إليك قبل أن ترى ما تحب.

فكفّ ابن الحنفية أصحابه وحذّرهم الفتنة، ثم قدم أبو المعتمر فى مائة وهانئ بن قيس فى مائة. وظبيان بن عمارة فى مائتين ومعه المال حتى دخلوا المسجد الحرام، فكبروا وقالوا: بالثارات الحسين.

فلما رآهم ابن الزبير خافهم. فخرج محمد بن الحنفية ومن معه


(١) فى الأصول «الجعدى» والتصويب عن تاريخ الطبرى ٧:١٣٦، والكامل لابن الأثير ٤:١٠٥.
(٢) فى المرجعين السابقين «الركن».
(٣) الإضافة عن تاريخ الطبرى ٧:١٣٦،١٣٧.
(٤) فى الأصول «يرسل» والمثبت عن المرجع السابق.