للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وصاحت مولاة لآل الزبير: وا أميراه. فعرفوه ولم يكونوا عرفوه فى ذلك الحال لما عليه من لباس الحرب، فقصدوه من كل مكان، فقاتلهم قتالا شديدا، فتعاونوا عليه فقتلوه-قاتلهم الله- فى يوم الاثنين لسبع عشرة ليلة خلت من جمادى الآخرة، وقيل النصف من جمادى الآخرة (١).

ولما قتل كبّر أهل الشام فرحا بقتله، فقال ابن عمر : انظروا إلى هؤلاء يكبرون فرحا بقتله (٢)!! وكان فى هذا اليوم اشتد الحرّ واشتغل الناس فلم ير طائف يطوف بالكعبة إلا جمل يطوف بها. وحمل رأس ابن الزبير إلى الحجاج فسجد، وأوفد السكونى والمرادى إلى عبد الملك بالخبر؛ فأعطى كل واحد منهما خمسمائة دينار. وسار الحجاج وطارق حتى وقفا عليه، فقال طارق: ما ولدت النساء-أو بنات آدم-أذكر (٣) من


(١) وفى تاريخ الطبرى ٧:٢٠٢ «كانت الحرب بين ابن الزبير والحجاج ببطن مكة ستة أشهر وسبعة عشر ليلة». وقال «حصر ابن الزبير ليلة هلال ذى القعدة سنة اثنتين وسبعين، وقتل لسبع عشرة ليله خلت من جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين، وكان حصر الحجاج لابن الزبير ثمانية أشهر وسبع عشرة ليلة». وكذا فى العقد الثمين ٥:١٥٠.
(٢) وفى الأستيعاب ٣:٩٠٩، ومرآة الجنان ١:١٥٠، وتاريخ الخميس ٢:٣٠٥ «قال ابن عمر: المكبرون عليه يوم ولد خير من المكبرين من عليه يوم قتل». وفى الكامل لابن الأثير ٤:١٤٨ «فقال ابن عمر لقد كبر المسلمون فرحا بولادته وهؤلاء يكبرون فرحا بقتله».
(٣) فى الأصول «أذكى» والمثبت عن تاريخ الطبرى ٧:٢٠٥، والكامل لابن الأثير ٤:١٤٨، والعقد الثمين ٥:١٤٩.