للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذا: يعنى أفضل منه، فقال الحجاج: أتمدح من يخالف أمير المؤمنين ويخرج عن طاعته؟! فقال: نعم، إن هذا أعذر لنا عند أمير المؤمنين، وإلا فما عذرنا فى قتالنا له أشهرا، وهو يربى علينا فيها بالغلبة، وهو فى غير جند ولا حصن ولا منعة، وينتصف منّا بل يفضل علينا. فبلغ كلامهما عبد الملك فصوّب طارقا.

وبعث الحجاج برأس ابن الزبير، وعبد الله بن صفوان بن أمية الجمحى، وعمارة بن عمرو بن حزم إلى عبد الملك، وأخذ جثّة ابن الزبير فصلبها منكّسة على الثنيّة اليمنى بالحجون، فى موضع معروف إلى الآن ببيت (١) بنى هناك علامة.

ثم أرسل الحجاج إلى أمه أسماء بنت أبى بكر أعوانه، وقال لهم-قبحه الله-: هاتوها. فكلموها فى أن تمشى معهم إليه، فأبت وقالت: إن كان أمركم تسحبونى فاسحبونى. فلما رجعوا إليه بغير مطلوبه لبس نعليه ومشى حتى جاءها فقال لها: كيف رأيت ما صنعت بابنك؟ فقالت/: يا مسكين قاتلك الله (٢)، على ماذا صلبته؟ قال: استبقت أنا وهو إلى هذه الخشبة فكانت له.

فقالت له: أى شئ صنعت!! أفسدت عليه دنياه، وأفسد عليك آخرتك، وقد أخبرنا رسول الله أن فى ثقيف كذّابا ومبيرا، فأما الكذاب فرأيناه، وأما المبير فلا أخالك إلا إيّاه (٣). تعنى بقولها


(١) كذا فى الأصول. وفى مرآة الجنان ١:١٥٠ «ببناء بنى هناك»
(٢) فى الأصول «عاملك الله» والمثبت عن الكامل لابن الأثير ٤:١٤٩.
(٣) البداية والنهاية ٨:٣٤١، ومرآة الجنان ١:١٥٠، وتاريخ الخميس ٢:٣٠٦