وأنت المهذب من كل عيب … كبيرا ومن قبله فى الصبا
وأنت المؤمّل من هاشم … وأنت ابن قوم كرام تقى
وأنت غياث لأهل الخصاص … تبيد خصاصتهم بالغنى
أتاك كتاب حسود جحود … أسا فى مقالته واعتدى
يخيّر يثرب فى شعره … على حرم الله حيث انبنى
فإن كان يصدق فيما يقول … فلا ينجدنّ إلى ما هنا
وأىّ بلاد تفوق امّها … ومكة مكة أمّ القرى
وربى دحا الأرض من تحتها … ويثرب لا شك فيما دحا
وبيت المهيمن فينا مقيم … يصلّى إليه برغم العدى
ومسجدنا بيّن فضله … على غيره ليس فى ذا مرا
صلاة المصلى تعدّ له … مئين ألوفا صلاة وفا
كذاك أتى فى حديث النبى … وما قال حق به يقتدى
وأعمالكم كل يوم وفود … إلينا شوارع مثل القطا
فيرفع منها إلهى الذى … يشاء ويترك مالا يشا
ونحن يحجّ إلينا العباد. … ويرمون شعثا بوتر الحصى
ويأتون من كل فج عميق … على اينق ضمر كالقنا
ليقضوا مناسكهم عندنا … فمنهم شتات ومنهم معا
فكم من ملبّ بصوت حزين … يرى صوته فى الهوى علا
وآخر يذكر ربّ العباد … ويثنى عليه بحسن الثنا
فكلهم أشعث أغبر … يؤم المعرّف أقصى المدى