للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الرخام المفروش به أرضها قد تكسر (١) قطعا صغارا، ورأيت ما على جدراتها من الرخام قد تزايل تهندمه ووهى عن مواضعه، وأحضرت من فقهاء أهل مكة وصلحائهم جماعة وشاورتهم فى ذلك، فاجتمع ظنهم بأن ما على ظهر الكعبة من الكسوة قد أثقلها ووهّنها، ولم يأمنوا أن يكون ذلك أضرّ بجدراتها، وأنها لو جرّدت أو خفف بعض ما عليها من الكسوة كان أصلح وأوفق، فأنهيت ذلك إلى أمير المؤمنين (٢) ليرى رأيه الميمون فيه، ويأمر فيه بما يوفّقه الله ﷿ ويسدّده له. وكان فرش أرض الكعبة قد تثلم منه شئ كثير شائن.

وكتب صاحب البريد إلى أمير المؤمنين جعفر المتوكل على الله بمثل ما كتب به العامل بمكة من ذلك، وواترا كتبهما به وغاليا فى ذلك.

وذكرا فى بعض كتبهما أن أمطار الخريف قد كثرت وتواترت بمكة ومنى فى هذا العام، فهدمت منازل كثيرة، وأن السيل حمل فى مسجد رسول الله ، وإبراهيم نبى الله صلاة الله عليه المعروف بمسجد الخيف، فهدم سقوفه وعامة جدراته، وذهب بما فيه من الحصباء فأعراه، وهدم من دار الإمارة بمنى وما يليها من الحجر جدرات وعدة أبيات، وهدم العقبة المعروفة بجمرة العقبة، وبركة


(١) فى ت «انقطع» والمثبت عن م وأخبار مكة للأزرقى ١:١٩٨.
(٢) فى الأصول «إلى الأمير» والمثبت عن المرجع السابق.