للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الياقوتة (١)، وبرك المأزمين، والحياض المتصلة بها، وبركة العيرة (٢)، وإن العمل فى ذلك إن لم يتدارك ويبادر بإصلاحه كان على سبيل زيادة، وهو عمل كثير لا يفرغ منه إلا فى أشهر كثيرة.

ورفع جماعة الحجبة إلى أمير المؤمنين المتوكل على الله رقعة ذكروا فيها: أن ما كتب به العامل بمكة من ذكر الرخام المتكسر فى أرض الكعبة لم يزل على ما هو عليه؛ وأن ذلك لكثرة وطء من يدخل الكعبة من الحاج والمعتمرين والمجاورين وأهل مكة، وأنه لا يرزؤها ولا يضرها، وأنه ليس فى جدراتها من الرخام المتزايل ولا على ظهرها من الكسوة ما يخاف بسببه وهن ولا غيره، وأن زاويتين من زوايا الكعبة من داخلها ملبس ذهبا، وزاويتين فضة، وأن ذلك لو كان ذهبا كله كان أحسن وأزين، وأن قطعة فضة مركبة على جدرات الكعبة شبه المنطقة، فوق الإزار الثانى من الرخام المنقوش المذهب فى زيق فى الوسط فيه الجزعة التى تستقبل من توخّى مصلى رسول الله ، وتلك القطعة فى الزيق مبتدأ منطقة كانت عملت فى خلافة محمد بن الرشيد؛ عملها سالم بن الجراح أيّام عمل الذّهب على باب الكعبة،


(١) هى بركة الياقوتة بمنى، حفرها أبو بكر الصديق--فى خلافته، وجاء الحجاج بن يوسف الثقفى بعد مقتل عبد الله بن الزبير وضرب فيها وأحكمها (أخبار مكة ٢:٢٤٤).
(٢) بركة العيرة: العيرة الجبل الذى عند الميل على يمين الذاهب إلى منى، وجهة قصر محمد بن داود، ومقابله جبل يقال له العير. الذى قصر صالح بن العباس بن محمد بأصله، وموضعه الآن بأبطح مكة بجانب سبيل الست (أخبار مكة للأزرقى ٢: ٢٧٦،١:٢٩٩ هامش)