للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولم يقف أحد هذه السنة بعرفة، ولا وفّى نسكا إلا قوم يسير غرورا (١) أتموا حجهم دون إمام، وكانوا رجالة.

وأخذ أبو طاهر أموال الناس وحلى الكعبة، وهتك أستارها وقسم كسوتها بين أصحابه، ونهب دور مكة، وقلع (٢) باب الكعبة وأمر بقلع الميزاب-وكان من ذهب الإبريز-فطلع رجل يقلعه؛ فأصيب من أبى قبيس بسهم فى عجزه فسقط فمات، ويقال إن الرجل وقع على رأسه فمات، فقال: اتركوه على حاله فإنه محروس حتى يأتى صاحبه: يعنى المهدى (٣).

وأراد أخذ المقام فلم يظفر به؛ لأن سدنة المسجد غيّبوه فى بعض شعاب مكة فتألّم لفقده، فعاد عند ذلك على الحجر الأسود فقلعه؛ قلعه له جعفر بن أبى علاج البناء المكى بأمر القرمطى بعد صلاة العصر من يوم الاثنين لأربع عشرة ليلة خلت من ذى الحجة (٤)، وقال عند ذلك شعرا يدل على عظيم زندقته حيث يقول:


(١) كذا فى الأصول. وفى مروج الذهب ٤:٤٠٨ «غزوا».
(٢) فى الأصول «وقطع» والمثبت عن البداية والنهاية ١١:١٦٠، والنجوم الزاهرة ٣:٢٢٤، والاعلام بأعلام بيت الله الحرام ١٦٣.
(٣) شفاء الغرام ٢:٢١٩، ودرر الفرائد ٢٣٦، والإعلام بأعلام بيت الله الحرام ١٦٣.
(٤) شفاء الغرام ١:١٩٣، ودرر الفرائد ٢٣٦.