(٢) وقال صاحب (السبعة) ص ٢٨٧، وقرأ ابن عامر أرجئه في رواية هشام بن عمار مثل أبي عمرو، وذكر صاحب (الإتحاف) ٢/ ٥٦ - ٥٧: أن لهشاما الوجهين: طريق الحلواني المذكور هنا، وطريق الداجوني باختلاس ضمة الهاء. (٣) في (م) لم يزيد. (٤) قرأ ابن ذكوان وحده بهمزة ساكنة وكسر الهاء من غير صلة هكذا أرجئه. (٥) في نسخة (ت) الهمز والتصويب من (م). (٦) لم يرتض جماعة من القراء والنحاة قراءة ابن عامر بالهمز وكسر الهاء، لأن الهاء لا تكسر إلا إذا كان قبلها كسرة أو ياء ساكنة، ولا تأتي إلا مضمومة إذا سبقت بهمزة. فأبو بكر بن مجاهد قال:" هذا وهم ولا يجوز"، وأبو علي الفارسي قال:" هذا غلط"، وقال الحوفي:" إنها ليست بجيدة"، وقال أبو البقاء:" ضعيفة". وقد اعتذر البعض لهذه القراءة على سبيل التأويل بأوجه منها: - أن الهاء كسرت اتباعا لحركة الجيم. ولم يعتد بحاجز الهمز، لأنه حاجز غير حصين. - أن الهمز كثيرا ما تغير بحرف العلة. وهي هنا في معرض أن تبدل ياء ساكنة لسكونها بعد الكسرة، فكأنها وليت ياء ساكنة، فلذلك كسرت. وقال ابن خالويه في (إعراب القراءات السبع) ١/ ١٩٨:" وقد اجترأ جماعة في الطعن على هؤلاء السبعة في بعض حروفهم، وليس واحد منهم عندي لاحنا بحمد الله". وقال أبو منصور في (معانيه) ص ١٨٥ وهذه الوجوه كلها- وإن اختلفت- فهي لغات محفوظة عند العرب". قلت إن القراءة سنة متبعة، متى ثبتت وجب قبولها؛ والأخذ بها. فهذه قراءة سبعية متواترة تعتمد في ثبوتها على الأثر والرواية والسماع، ولا تعمل على الإفشاء في اللغة، والأقيس في العربية. والله تعالى أعلم. (السبعة) لابن مجاهد ص ٢٨٨، و (الحجة للقراء السبعة) لأبي علي الفارسي ٤/ ٥٨ و (البحر المحيط) ٤/ ٣٦٠، و (الدر المصون) ٥/ ٤١٠، و (ظاهرة التأويل في إعراب القرآن الكريم) ص ٣٦١ - ٣٦٥، و (القراءات القرآنية في بلاد الشام) ص ٢٩٠، و (المدخل والتمهيد في علم القراءات والتجويد) ص ٥٦.