باب ذكر مذاهبهم في زيادة التمكين لحروف المدّ واللّين إذا التقين الهمزات في المتصل والمنفصل
١٢٣٨ - اعلم أن حروف المدّ واللين ثلاثة: الواو المضموم ما قبلها، والياء المكسور ما قبلها، والألف ولا يكون ما قبلها إلا مفتوحا. وتقع الهمزات بعدهن على ضربين: متصلات بهنّ في كلمة واحدة، ومنفصلات عنهنّ في كلمتين، فأما إذا اتصلن بهن في كلمة واحدة فلا خلاف بينهم في زيادة التمكين لهن على ما فيهن من المد الذي لا يوصل إليهن إلا به «١»؛ إذ هو صيغتهن؛ لأجل اتصالهن بهن، وذلك نحو قوله: أولئك [البقرة: ٥] وخائفين [البقرة: ١١٤] وو القائمين [الحج: ٢٦] والملئكة [البقرة: ٣١] وإسرءيل [البقرة: ٤٠] وشاء الله [البقرة: ٢٥٣] وو جاءو [الأعراف: ١١٦] وفاءو [البقرة: ٢٢٦] وبرىء [الأنعام: ١٩] وبريئون [يونس: ٤١] وهنيئا مّريا [النساء: ٤] ويضىء [النور: ٣٥] وبالسّوء [البقرة: ١٦٩] أن تبوأ [المائدة: ٢٩] ولتنوأ [القصص: ٧٦] وأسؤا السّوأى [الروم: ١٠] وثلثة قروء [البقرة: ٢٢٨] ومن سوء [آل عمران: ٣٠] وما أشبهه. وسواء توسّطت الهمزة في الكلمة أو وقعت طرفا، إلا أنهم في زيادة التمكين وتمطيطه وإشباعه على مقدار طباعهم ومذاهبهم في التحقيق والحدر.
١٢٣٩ - وأما إذا انفصلن عنهنّ في كلمتين، فإنهم اختلفوا في زيادة التمكين لهذه وفي ترك الزيادة، وذلك نحو قوله: بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك [البقرة:
٤] وربّنا أخّرنا إلى أجل [إبراهيم: ٤٤] ويأيّها [البقرة: ٢١] ولا إلى [النساء:
١٤٣] ويأخت [مريم: ٢٨] وهؤلاء وفيما إن مّكّنّكم [الأحقاف: ٢٦] ورءا أيديهم [هود: ٧٠] وترى أعينهم [المائدة: ٨٣] والسّوأى أن [الروم: ١٠] وفى ءايتنا [الأنعام: ٦٨] ويبنى ءادم [الأعراف: ٢٦] ولا يستحى أن [البقرة: ٢٦] ولا تفتنّى ألا [التوبة: ٤٩] وعن سبيله إنّهم [التوبة: ٩] وبتأويله إنّا [يوسف: ٣٦] وقالوا ءامنّا [سبأ: ٥٢] ولتعلموا أنّ الله [المائدة: ٩٧] وقوا أنفسكم [التحريم: ٦] وفأوا إلى الكهف [الكهف: ١٦] وو جاءو أباهم [يوسف: ١٦] وقل استهزءوا إنّ الله [التوبة: ٦٤] وو إن تلوا أو تعرضوا [النساء: ١٣٥] وتأويله