للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التشديد عارضا؛ إذ لا يؤخذ ذلك «١» إلا في حال الوصل لا غير. [فلا] «٢» يعتدّ به لذلك في حذف الصلة، وبالله التوفيق.

[باب ذكر مذهب أبي عمرو في الإدغام]

١١٢٧ - اعلم- أرشدك الله- أن أبا عمرو كان إذا خفّف قراءته ترك الهمزات السواكن، فأدغم الحرف الأول في الحرف الثاني الذي يليه من الحرفين المتماثلين في اللفظ والحرفين المتقاربين في المخرج إذا كانا «٣» في كلمتين وتحرّكا معا فيسكّن الأول من المثلين ويدغمه في الثاني ويسكّن الأول من المتقاربين ويقلبه إلى لفظ الثاني ويدغمه، فيصيران في اللفظ حرفا واحدا مشدّدا إلا في أربعة مواضع، فإنه لم يدغم الأول في الثاني.

١١٢٨ - فالأول منها: إذا كان الحرف الأول منوّنا، نحو قوله: من أنصار* رّبّنا [آل عمران: ١٩٢ و ١٩٣] وبعذاب بئيس [الأعراف: ١٦٥] وفدية طعام [البقرة: ١٨٤] وكشفت ضرّه [الزمر: ٣٨] «٤»، ولا نصير* لّقد تّاب الله [التوبة: ١١٧] وما أشبهه.

١١٢٩ - والثاني: إذا كان مشدّدا، نحو قوله: وأحلّ لكم [النساء: ٢٤] وبالحقّ قالوا [الأنعام: ٣٠] وإلى أمّ موسى [القصص: ٧] ولقد كدتّ تركن [الإسراء:

٧٤] «٥» وما أشبهه.

١١٣٠ - والثالث: إذا كان تاء الخطاب أو تاء المتكلم، نحو قوله: أفأنت تسمع [يونس: ٤٢] وأفأنت تكره [يونس: ٩٩] وكدتّ تركن «٦» [الإسراء: ٧٤]، وكنت ترابا [النبأ: ٤٠] وخلقت طينا [الإسراء: ٦١] فأكثرت جدلنا [هود:

٣٢] وإذ دخلت جنّتك [الكهف: ٣٩] وأوتيت سؤلك [طه: ٣٦] وو إذا رأيت ثمّ


(١) أي لا يؤخذ بتشديد التاء.
(٢) زيادة لا بد منها ليستقيم السياق.
(٣) في م (كان). وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(٤) قرأ أبو عمرو بتنوين (كاشفات). انظر النشر ٢/ ٣٦٢، السبعة/ ٥٦٢.
(٥) تشديد الأولى ناشئ من إدغام الدال فيها.
(٦) التاء في (كدت) يمتنع إدغامها لسببين: تشديدها كما سبق، وكونها تاء الخطاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>