للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر اختلافهم في سورة والشمس]

قرأ ابن كثير وابن عامر وعاصم بإخلاص فتح أواخر آي هذه السورة من أولها إلى آخرها، واختلف عن نافع فروى ابن المسيّبي وابن سعدان عن المسيّبي وأحمد بن صالح عن ورش وقال عنه إنه يفتحها كلها «١»، وقول الأصبهاني عن ورش، وروى خلف عن المسيّبي آياتها وآيات والليل والضحى والأعلى وما أشبه ذلك بين الفتح والكسر «٢». وكذلك روى أبو عون عن الحلواني عن قالون، وذلك قياس قول داود وأبي الأزهر وأبي يعقوب عن ورش.

وروى أبو عبيد عن إسماعيل عن نافع وأهل الحديث لا يضجعون «٣» فيها الإضجاع الشديد ولا يفتحون الفتح الفاحش ولكنهما بين هما [٢٤٧/ أ].

وأمال حمزة والكسائي أواخر آيها كلها إلا تلها [الشمس: ٢] وطحها [الشمس: ٦] فإن الكسائي أمالها دون حمزة، وقرأهنّ الباقون وأبو عمرو بين الفتح والإمالة.

هذا قول اليزيديين «٤» وأبي شعيب والجماعة عن اليزيدي إلا إبراهيم بن اليزيدي، فإن أبا العباس حكى عنه عن أبيه أنها كلها بالفتح «٥». وروى أبو عبيد عن شجاع عن أبي عمرو أنه كان يرى الكسر في كل سورة تكون من أولها إلى آخرها على شيء واحد ولا ينظر في ذوات الواو والياء بالإمالة اليسيرة.

قرأت أواخر آي في روايته عن أبي عمرو كما قرأت في رواية اليزيدي سواء، وقال ابن جبير «٦» عن اليزيدي تلها [٢] ودحها [٦] وطحاها [٦]


(١) في السبعة ص ٦٨٨ بمعناه.
(٢) المصدر السابق.
(٣) الإضجاع هو: أن تقرب الفتحة من الكسرة، والألف من الياء من غير قلب خالص، ولا إشباع مفرط، وهي الإمالة المحضة، انظر الوافي في شرح الشاطبية ص ١٤٠. ولا أدري ما هو وجه إدخال أهل الحديث هنا؟
(٤) أي: أبناء يحيى بن المبارك اليزيدي، وقد تقدموا جميعا.
(٥) السبعة ص ٦٨٨.
(٦) في (م) «خير»، وهو خطأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>