للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فصل [إذا حال بين الهمزتين حائل]]

١٥٤٦ - واعلم أن «١» في التسهيل لإحدى الهمزتين في الكلمة والكلمتين في مذهب أهل التسهيل إنما يكون إذا تلاصقتا معا ولفظ بالثانية بعد الأولى من غير حائل بينهما، فإن حال بينهما ألف أو واو أو تنوين أو غير ذلك من متحرك أو ساكن، فالتسهيل للهمزة الثانية ممتنع، وتحقيقها إجماع لأجل ذلك الحائل؛ إذ التلاصق الموجب للتسهيل معدوم بوجوده.

١٥٤٧ - فأما ما حال بينهما فيه ألف فنحو قوله: رئآء النّاس [البقرة: ٢٦٤] وإنّا برءؤا [الممتحنة: ٤] ورءآ أيديهم [هود: ٧٠] والسّوأى أن كذّبوا [الروم:

١٠] وما أشبهه.

١٥٤٨ - وأما ما حال بينهما فيه الواو فنحو قوله: قل استهزءوا إنّ الله [التوبة:

٦٤] وجاءو أباهم وما أشبهه.

١٥٤٩ - وأما ما حال بينهما فيه التنوين فنحو قوله: على سوآء إنّ الله [الأنفال:

٥٨] وكمآء أنزلناه [يونس: ٢٤] ومّن شىء إذ كانوا [الأحقاف: ٢٦] ومن شىء إلّا [يوسف: ٦٨] وما أشبهه. وقد روى ورش «٢» عن نافع أنه يلقي حركة الهمزة عليه «٣»، فهو في هذا على أصله ذلك.

١٥٥٠ - وقال الخزاعي «٤» عن أصحابه عن ابن كثير رئآء النّاس لا يهمز الأولى من أجل همزة الناس وهؤلآء [البقرة: ٣٧] يهمز الواو ويكسر الألف الآخرة «٥» بغير همز، قال: لأنهم لا يجمعون بين همزتين في حرف واحد، وهذا غلط من الخزاعي من جهتين:


(١) في ت، م (أن في التسهيل) وزيادة (في) يجعل العبارة مضطربة.
(٢) سيأتي تفصيل مذهب ورش في إلقاء حركة الهمزة على الساكن قبلها.
(٣) أي على التنوين.
(٤) اسمه إسحاق بن أحمد بن إسحاق. وأصحابه هم البزي، وابن فليح، وعبد الله بن جبير الهاشمي عن القواس.
(٥) تكررت في ت كلمة (الآخرة) خطأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>