للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[[أصل اختلاف القراءات]]

٨٢ - ووجه هذا الاختلاف في القرآن: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعرض القرآن على جبريل عليه الصلاة والسلام في كل عام عرضة، فلما كان في العام الذي توفي فيه عرض عليه عرضتين «١»، فكان جبريل عليه الصلاة والسلام يأخذ عليه في كل عرضة بوجه وقراءة من هذه الأوجه والقراءات المختلفة، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: «إن القرآن أنزل عليها وإنها كلها شاف كاف» «٢» وأباح لأمّته القراءة بما شاءت منها مع الإيمان بجميعها والإقرار بكلها؛ إذ كانت كلّها من عند الله تعالى منزلة، ومنه صلى الله عليه وسلم مأخوذة.

٨٣ - ولم يلزم أمتّه حفظها كلّها ولا القراءة بأجمعها بل هي مخيّرة في القراءة بأيّ حرف شاءت منها كتخييرها إذا هي حنثت في يمين وهي موسرة بأن تكفّر بأيّ الكفّارات شاءت، إما بعتق وإما بإطعام وإما بكسوة، وكذلك المأمور في الفدية بالصيام أو الصدقة أو النسك أيّ ذلك فعل فقد أدّى ما عليه وسقط عنه فرض غيره، فكذا أمروا بحفظ القرآن وتلاوته، ثم خيّروا في قراءته بأيّ الأحرف السبعة شاءوا؛ إذ كان معلوما أنهم لم يلزموا استيعاب جميعها دون أن يقتصروا منها على حرف واحد،


بقية بن الوليد بن صائد، الكلاعي، أبو يحمد- بضم الياء وكسر الميم- صدوق، كثير التدليس عن الضعفاء، مات سنة سبع وتسعين ومائة. التقريب ١/ ١٠٥، تهذيب الكمال ١/ ١٥٥.
- حصين بن مالك الغزاوي عن رجل عن حذيفة اقرءوا القرآن بلحون العرب وأصواتها، تفرد عنه بقية، ليس بمعتمد، والخبر منكر. ميزان الاعتدال ١/ ٥٥٣، المغني في الضعفاء ١/ ١٧٨، لسان الميزان ٢/ ٣١٩.
والحديث أخرجه الطبراني في الأوسط، والبيهقي في شعب الإيمان، كما في الجامع الصغير للسيوطي.
وذكره التبريزي في مشكاة المصابيح (١/ ٦٧٥) وقال: رواه البيهقي في شعب الإيمان ورزين في كتابه.
وأخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن برقم/ ٢٣٢ من طريق نعيم بن حماد به مثله.
(١) حديث معارضة جبريل النبي صلى الله عليه وسلم القرآن. أخرجه البخاري في صحيحه في فضائل القرآن باب كان جبريل يعرض القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم، ومسلم في صحيحه في كتاب الفضائل باب كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير من الريح المرسلة.
(٢) انظر الفقرة/ ٤٢، ٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>