للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إجماع من الرواة وأهل الأداء عنه. إلا ما حكاه أحمد بن إبراهيم القصباني «١»، عن ابن غالب، عن شجاع أنه كان يدغمها في الباء إذا لم يكن الساكن قبلها حرفا جامدا، أو حرف لين، وكان حرف مدّ قد وليته حركته لكون المدّ كالحركة، فصار لذلك مثلها وأجري له حكمها، وبالبيان قرأت ذلك وعليه أهل الأداء.

[[إدغام الباء]]

١٢٠٨ - وأما الباء فكان يدغمها في الميم في قوله: ويعذّب من يشاء [البقرة: ٢٨٤] حيث وقع لا غير، وجملته خمسة مواضع: في آل عمران «٢»، وموضعان في المائدة «٣»، وموضع في العنكبوت «٤»، وموضع في الفتح «٥»، وأظهرها عندها فيما عدا ذلك نحو يشعيب ما نفقه [هود: ٩١] وسنكتب ما يقول [مريم: ٧٩] ويكتب ما يبيّتون [النساء:

٨١] وو المطلوب ما قدروا الله [الحج: ٧٣، ٧٤] وأقرب من نّفعه [الحج: ١٣] وشبهه.

١٢٠٩ - فحدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد قال اليزيدي: إنما أدغم ويعذّب من يشاء من أجل كسرة الذال «٦». قال أبو عمرو: وهذه علّة لا تصحّ؛ لأنه لو كان إنما يدغم الباء في الميم من أجل وقوع الكسرة قبلها، لوجب أن يدغم وو كذّب موسى [الحج: ٤٤] وأن يضرب مثلا [البقرة: ٢٦] وضرب مثل [الحج: ٧٣] والكذب من بعد ذلك [آل عمران: ٩٤] وإلى الطّيب من القول [الحج: ٢٤] ونظائر ذلك مما قبل الباء فيه كسرة وهو يظهره بإجماع.

١٢١٠ - ولعل قائلا يقول: إنما أراد إذا انضمّت الباء ووليتها الكسرة، وذلك غير موجود إلا في كلمة يعذّب لا غير، فذلك لا يصحّ أيضا من جهتين:

أحدهما: أنه لم يذكر الضمة وذكر الكسرة.

والثانية أن «٧» جعفر بن محمد الأدمي روى عن ابن سعدان عنه عن أبي عمرو أيضا أنه أدغم فمن تاب من بعد ظلمه [٣٩] في المائدة، والباء مفتوحة، وقد أدغم


(١) من الطريق التاسع والثمانين بعد المائة.
(٢) الآية ١٢٩.
(٣) الآية ١٨، ٤٠.
(٤) الآية ٢١.
(٥) الآية ١٤.
(٦) السبعة/ ١١٨.
(٧) من الطريق الحادي والثمانين بعد المائة.

<<  <  ج: ص:  >  >>