للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٧٠٧ - قال أبو عمرو: والرّوم والإشمام على المذهبين «١» جميعا غير جائزين في الحرف المبدل من الهمز لكونه حرف مدّ، وفي الهمزة المجعولة بين بين؛ لتقريبها بالتضعيف، والتوهين، والإخفاء من «٢» الساكن، والرّوم حركة، والإشمام دالّ على حركته، فامتنعا لذلك في الضربين.

١٧٠٨ - فأما ما جاءت فيه الهمزة من ذلك مصوّرة بالحرف الذي منه حركتها نحو قوله: ما نشؤا في هود [٨٧]، وشفعؤا في الروم [١٣]، وما دعؤا في المؤمن [٥٠]، وكذلك البلؤا [الصافات: ١٠٦] والضعفؤا [التوبة: ٩١] وشركؤا [النساء: ٩٢] وإنّا برءؤا [الممتحنة: ٤] وو من ءانآئ الّيل [طه: ١٣٠] ومن تلقآئ نفسى [يونس: ١٥] من ورآء حجاب [الأحزاب: ٥٣] وشبهه، مما قد ذكرنا جميع الوارد منه في كتابنا المصنّف في مرسوم المصاحف «٣»، فإن الاختيار أن يوقف على المرسوم بالياء بياء ساكنة، بدلا من الهمزة لما ذكرناه من موافقة المرسوم، ومتابعة مذهب حمزة، في اتّباعه إيّاه عند الوقف على الهمز.

١٧٠٩ - فهذا مذهب هشام وحمزة في تسهيل الهمزة المتطرّفة في حال الوقف مشروحا في جميع ما يحتاج إليه منه وبالله التوفيق وهو حسبنا ونعم الوكيل.

[باب ذكر بيان مذهب حمزة في تسهيل الهمزة المتوسطة]

١٧١٠ - اعلم أن حمزة كان يسهّل الهمزة المتوسطة إذا وقف على الكلمة التي هي فيها، فإذا وصل حقّقها، ولتسهيلها أحكام أنا أشرحها وأبيّنها على حسب ما رواه الرّواة عن سليم عنه وما قرأت على أئمتي وما يوجبه قياس العربية إن شاء الله تعالى وبالله التوفيق.

[ذكر ذلك]

١٧١١ - اعلم أن الهمزة المتوسطة ترد على ضربين: ساكنة ومتحرّكة. فأما


(١) البدل، والتخفيف بين بين. وذلك عند ما يكون الساكن الزائد قبل الهمز ألفا.
(٢) في ت، م: (بين) وهو تحريف لا يستقيم به السياق.
(٣) هو المقنع في رسم مصاحف الأمصار. طبع بتحقيق محمد الصادق القمحاوي. ونشر مكتبة الكليات الأزهرية. القاهرة بدون تاريخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>