للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الهمزتين ألفا، وقرأت عليه من قراءته على ابن حسنون المقرئ «١» عن ابن عبدان «٢» عن الحلواني عنه بغير ألف بينهما، وبذلك قرأت على ابن غلبون عن قراءته. وقال الحلواني في كتابه عنه عن هشام: إنه بهمزتين ولا يمدّ «٣».

وقرأ الباقون بتحقيق الهمزة الأولى وتسكين الثانية، فيكون بين الهمزة والياء الساكنة، ولا يكون ياء محضة الكسرة في مذهبهم؛ لأنهم يرون الفصل بالألف بينها وبين الهمزة المخففة «٤»، فهي في نيّة همزة مخفّفة بذلك، وإنما يتحقق إبدالها ياء محضة الكسرة في مذهب من لم ير التحقيق ولا بالفصل، وهو مذهب عامّة النحويين والبصريين «٥»، فأمّا من يرى ذلك وهو مذهب أئمة القراءة «٦»، فلا يكون إلا بين بين لما ذكرناه، ولم يأت بذلك منصوصا أحد من الرواة، فقال في مجرّده «٧» أئذا وأئمة وأئنا وأئنكم إذا اختلف الهمزتان بين الأولى وسهّل الثانية «٨»، وأما الأصبهاني، فقال: أيمة بهمزة واحدة وبعدها إشمام الياء.


(١) هو: عبد الله بن الحسين بن حسنون أبو أحمد السامري البغدادي، المقرئ اللغوي، أخذ عن ابن مجاهد والأشناني وغيرهم، وعنه أبو الفضل الخزاعي، توفي ٣٨٦ هـ. (غاية) ١/ ٤١٧.
(٢) هو: محمد بن أحمد بن عبدان الجزري، عرض على أحمد بن يزيد الحلواني عن هشام، وقرأ عليه عبد الله السامري وحده، وقال ابن الجزري: لا أعرف من حاله شيئا، غير أنه في التيسير.
(غاية) ٢/ ٦٤.
(٣) الإدخال هو طريق أبي الفتح فارس، وعدمه طريق طاهر بن غلبون.
(٤) قرأ الباقون وهم: نافع وابن كثير وأبو عمرو بالتسهيل بين بين في الثانية، وهو طريق حرز الأماني وأصله، واختيار الداني وإبدالها ياء محضة، وهو طريق النشر انظر: (التيسير) ص ٩٦، و (النشر) ١/ ٣٧٩، و (البدور الزاهرة) ص ١٣٤، و (تقريب المعاني) ص ٧٩.
(٥) انفرد هشام بالمد بين الهمزتين في أئمة قال الناظم:" وأئمة بالخلف قد مد وحده".
انظر: ص ١٦.
(٦) يرى بعض النحويين كأبي علي الفارسي وأبي عمرو البصري، وبعض أهل الأداء كأبي عبد الله ابن شريح في الكافية، وأبي العز القلانسي في الإرشاد، وسائر الواسطيين: أن تجعل الثانية ياء خالصة لأن النطق بالهمزتين في كلمة ثقيل، وقياس تخفيفها عندهم أن تبدل ياء. قال الشاطبي: وفي النحو أبدلا (النشر) ص ١/ ٣٧٨ - ٣٧٩، و (الدر المصون) ٦/ ٢٤، و (سراج القارئ) ص ٦٨.
(٧) لم أجده ولعله مفقود.
(٨) يرى عامة أهل الأداء كأبي العباس المهدوي وأبي العز في كتابه الكافية، ومكي في التبصرة، والشاطبي وغيرهم وبعض النحويين: أن قياس تخفيف الثانية بتسهيلها بين بين.
(النشر) ١/ ٣٧٨، و (سراج القارئ).

<<  <  ج: ص:  >  >>