للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن جبير عن المسيبي وعن الكسائي عن إسماعيل آلآن بهمز بعد اللام. وروى ابن سعدان عنه وابن ذكوان وابن المسيّبي والأنصاري «١» وحمّاد عن المسيّبي أن آلآن ألفها مفتوحة مستفهمة بنبرة واحدة حيث وقعت، وكذا قال القاضي والمدني والقطري والكسائي وغيرهم من الرواة عن قالون «٢»، وليس في روايتهم هذه بيان عن مذهبه في الهمزة التي بعد اللام، فحدّثنا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا أبو بكر عن محمد بن الفرج عن محمد ابن إسحاق المسيّبي عن أبيه عن نافع آلآن ليس بعد اللام همزة.

وروى أحمد بن صالح عن قالون بهمزة واحدة بعدها مدّة، وقال عن ورش بغير همز بعد اللام «٣»، فقال: نا الفارسي عن أبي طاهر قول أحمد بن صالح فيه بيان أن روايتيهما مختلفتان عن نافع وأن قالون يروى عنه أنه يهمز بعد اللام. قال أبو عمرو:

وقول أحمد عن قالون بهمزة واحدة بعدها مدّة يدلّ على خلاف ما قاله أبو طاهر، وتحقيقه أن مذهب قالون وورش وروايتيهما عن نافع في ذلك سواء وإن اختلف لفظه في الترجمة عنهما؛ لأن «٤» همز قالون بعد اللام لم يكن في ذلك همزة واحدة كما حكي عنه همزتان بعد كل واحدة منهما مدّة، وتلك الهمزة التي ذكرها هي همزة الاستفهام «٥» التي ذكرها جميع أصحاب قالون والمسيّبي لا غير، وقالون وورش متفقان على تخفيفها وصلا وابتداء. «٦» وكذلك روى سائر الناس؛ لأنها مبتدأة، ولا


أول الكلمة التي بعدها ثانيا: أن يكون الساكن صحيحا. أي ليس حرف مد ولين. قال الناظم:
وحرك لورش كل ساكن آخر ... صحيح بشكل الهمز واحذفه مسهلا
(حرز الأماني) ص ١٩، و (سراج القارئ) ص ٧٩، و (النشر) ١/ ٤٠٨، و (الإتحاف) ١/ ٢١٣.
وفي (حجة القراءات) ص ٣٣٣، قال مؤلفه: وقرأ إسماعيل عن نافع الآن بإسكان اللام، قلت: ويلزم من ذلك وجود الهمز بعد اللام.
(١) هو: يحيى بن محمد، وقد تقدم.
(٢) انظر: (السبعة) ص ٣٢٧.
(٣) أي على أصله.
(٤) في (م) لأنه.
(٥) انظر: (الهمزة في اللغة العربية) ص ٢٠.
(٦) الابتداء: في عرف القراءة هو: الشروع في القراءة بعد قطع أو وقف فإذا كان بعد القطع فتتقدمه الاستعاذة، ثم البسملة، إذا كان الابتداء من أول السورة.
وإذا كان من أثنائها فللقارئ التخيير في الإتيان بالبسملة أو عدم الإتيان بها بعد الاستعاذة.
انظر: (هداية القارئ) ٣٩٥، و (الوسيط في علم التجويد) / ٣٢٠، و (مذكرة في علم التجويد ٨٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>