للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٨٦ - وأما اختلاف اللفظ والمعنى جميعا مع جواز اجتماع القراءتين في شيء واحد من أجل عدم تضادّ اجتماعهما فيه، فنحو قوله تعالى: ملك يوم الدين [الفاتحة: ٤] بألف، وملك بغير ألف؛ لأن المراد بهاتين القراءتين جميعا هو الله سبحانه وتعالى، وذلك أنه تعالى مالك يوم الدين. وملكه، فقد اجتمع له الوصفان جميعا، فأخبر الله تعالى بذلك في القراءتين «١».

٨٧ - وكذا: بما كانوا يكذبون «٢» [البقرة: ١٠] بتخفيف الذال وبتشديدها؛ لأن المراد بهاتين القراءتين جميعا هم المنافقون، وذلك أنهم كانوا يكذبون في أخبارهم ويكذّبون النبيّ صلى الله عليه وسلم فيما جاء به من عند الله تعالى، فالأمران جميعا مجتمعان لهم، فأخبر الله تعالى بذلك عنهم، وأعلمنا أنه معذّبهم بهما «٣».

٨٨ - وكذا قوله تعالى: كيف ننشزها «٤» [البقرة: ٢٥٩] بالراء وبالزاي؛ لأن المراد بهاتين القراءتين جميعا هي العظام، وذلك أن الله تعالى أنشرها أي: أحياها وأنشزها أي: رفع بعضها إلى بعض حتى التأمت، فأخبر سبحانه أنه جمع لها هذين الأمرين من إحيائها بعد الممات، ورفع بعضها إلى بعض لتلتئم، فضمّن تعالى المعنيين في القراءتين تنبيها على عظيم قدرته «٥».

٨٩ - وكذا قوله تعالى: واتّخذوا من مّقام إبرهم مصلى «٦» [البقرة: ١٢٥] بكسر الخاء على الأمر وبفتحها على الخبر؛ لأن المراد بالقراءتين جميعا هم المسلمون، وذلك أن الله تعالى أمرهم باتخاذهم مقام إبراهيم مصلى، فلما امتثلوا ذلك وفعلوه أخبر به عنهم فجاءت القراءة بالأمرين جميعا للدلالة على اجتماعهما لهم، فهما صحيحان غير

متضادّين ولا متنافيين «٧».


(١) انظر الكشف عن وجوه القراءات السبع لمكي بن أبي طالب ١/ ٢٥، وحجة القراءات لابن زنجلة الفقيه/ ٧٧.
(٢) تقدم هذا الحرف في الفقرة/ ٦٦.
(٣) انظر الكشف لمكي ١/ ٢٢٧ وحجة القراءات لابن زنجلة/ ٨٨.
(٤) تقدم هذا الحرف في الفقرة/ ٦٠.
(٥) انظر الكشف لمكي ١/ ٣١٠، حجة القراءات/ ١٤٤.
(٦) تقدم هذا الحرف في الفقرة/ ٧١.
(٧) انظر الكشف ١/ ٢٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>