للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يجيء في الشعر في المصارع «١» والقوافي، أنشد الأخفش الدمشقي شاهدا لذلك:

صريع خمر قام من وكأته ... كقومة الشيخ إلى منسأته «٢»

فسكّن الهمزة في المصراعين «٣» جميعا. وقرأ الباقون وابن كثير في رواية قنبل والبزّي وابن عامر في رواية التغلبي وابن المعلى وابن أنس وغيرهم عن ابن ذكوان، وفي رواية الوليد وابن بكار وهشام بهمزة متحركة.

نا ابن غلبون، قال: نا ابن المفسر، قال: نا أحمد بن أنس، قال: نا هشام «٤» بإسناده عن ابن عامر منسأته بهمزة مقصورة، وكذلك «٥» قال ابن ذكوان في كتابه بإسناده عن ابن عامر يعنيان والله أعلم بهمزة متحرّكة، وهي اللغة السائرة. وأنشد الخزاعي شاهدا لذلك:

أمن أجل حبل لا أبا لك ضربته ... بمنسأة قد جرّ حبلك أحبلا «٦»

وإذا وقف حمزة جعلها بين بين على أصله «٧»، وكلهم فتح السين إلا ما حكاه الحلواني عن أبي عمر عن الكسائي أنه كسرها «٨»، وهو عندي وهم من الحلواني، وأظنه أنه أراد بالكسر الميم؛ لأن بعض السلف وهو حميد بن قيس المكّي «٩» يفتحها


(١) في (م) " المضارع" وهو خطأ، والصواب ما أثبته، والمصارع جمع مصراع، وأصل الكلمة" صرع" وهي تدل على سقوط الشيء إلى الأرض، وقال الأزهري" المصراعان من الشعر ما كان فيه قافيتان في بيت واحد"، وصرع البيت من الشعر جعل عروضه كضربه.
انظر اللسان مادة" صرع"، معجم مقاييس اللغة، مادة صرع، ومجيئه في الشعر للضرورة.
(٢) البيت ذكره المصنف في التيسير ص ١٨٠، وذكر القرطبي في الجامع ١٤/ ١٧٩ عجز البيت.
(٣) في (م) " المضارعين" وهو خطأ.
(٤) تقدم هذا الإسناد ص ٦٥.
(٥) في (م) " وكذلك قال .... ".
(٦) البيت لأبي طالب، عم النبي صلّى الله عليه وسلم، والصواب في عجزه" قد جاء حبل بأحبل"، انظر اللسان ١/ ١٦٩، مادة" نسأ".
وفي (م) " لا أبا لك صدقة ... بمنشاة" وهذا خطأ.
(٧) انظر الأوجه في هذا الحرف في التيسير ص ١٨٠، النشر ٢/ ٣٥٠.
(٨) وطريق الحلواني خارجة عن أسانيد المصنف في هذا الكتاب.
(٩) حميد بن قيس الأعرج، أبو صفوان القارئ، ثقة، أخذ القراءة عن مجاهد، وروى عنه سفيان، وأبو عمرو، مات سنة ١٣٠ هـ. غاية ١/ ٢٦٥، وثقه أبو داود، معرفة ١/ ٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>