للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مذهبهما تحقيق الهمزتين في الاستفهام من غير فاصل بينهما.

وقد كان بعض أصحابنا يأخذ في مذهبهما بالفصل كمذهب أبي عمرو أداء، لأن «١» عامّة المصنفين من ابن مجاهد والنقاش وابن شنبوذ وابن عبد الرزاق «٢»، وأحمد بن يعقوب التائب «٣»، وأبي طاهر بن أبي هاشم وأبي بكر الشذائي «٤»، وأبي بكر بن أشتة «٥»، وغيرهم قد ترجموا عنهم بترجمة واحدة وهي قولهم: بهمزة واحدة وبمدّة، ولم يميّزوا بين مذهبهما ومذهبه، وهذا لا يلزم من ثلاث جهات:

إحداهنّ: النصّ.

وذلك أن الأخفش حكى عن ابن ذكوان في كتابيه [وأئن ولئن] الهمزة الثانية ومدّها.

وقال التغلبي وابن المعلى وابن خرزاذ وابن أنس وسائر أصحابه عنه: بهمزة ممدودة، وذكر الأشناني عن أصحابه عن حفص: ممدودة الألف، يريد بالمدّ تسهيل الهمزة إذ كذلك جرت عادتهم وعادة غيرهم من الرواة في العبارة عنهما ولم يذكر واحد من هؤلاء فصلا عنهما مع ذلك، فدلّ على طوله من جهة النص.

والجهة الثانية: القياس.

وذلك أنهما لم يفصلا بألف بين الهمزتين في حال تحقيقهما في نحو أأنذرتهم [البقرة: ٦] وأ أشفقتم [المجادلة: ١٣] وأإله [٦٠] وشبهه مع ثقل اجتماعهما صحّ، وثبت أن فصلهما بما بينهما في حال تسهيل إحداهما هاهنا مع خفّة ذلك غير صحيح في مذهبهما إذ التثقيل بذلك كان أولى من التخفيف فلم يستعملاه


(١) في (م) " اذ كان".
(٢) إن كان إبراهيم فقد تقدم ص ٦٨، وان كان غيره فلا أدري من هو؟.
(٣) في (م) " الثابت" وهو خطأ، وقد تقدمت ترجمته ص ٨٢.
(٤) هو أحمد بن نصر، تقدم ص ١٦٠.
(٥) محمد بن عبد الله بن محمد، أبو بكر الأصبهاني، ضابط مشهور ثقة، إمام نحوي محقق، قرأ على ابن مجاهد وغيره، وعليه ابن غلبون، مات سنة ٣٦٠ هـ. معرفة ١/ ٣٢١، غاية ٢/ ١٨٤.
وأشتة: بضم الهمزة، وسكون الشين، وفتح التاء، وانظر تبصير المنتبه لابن حجر ١/ ٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>